الصحف اليمنية والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية ومختلف وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والمستقلة تواصل استفزازها لمشاعر أبناء يمن الإيمان والحكمة من خلال الترويج لمسمى عناصر الإرهاب والإجرام في تنظيم القاعدة “أنصار الشريعة الإسلامية” ولا أعلم أية شريعة هذه التي يتحدث هؤلاء عنها وخصوصاً أننا لم نحصد منهم إلا الشر والإجرام والخراب والدمار، فأية شريعة يدعي هؤلاء القتلة أنهم ينتصرون لها، إنهم أبعد عن تمثيل الإسلام؛ فالإسلام دين المحبة والسلام والتسامح والإخاء وهم بأفعالهم الإجرامية وسلوكياتهم المنحرفة يشوهون صورة الإسلام أمام العالم، وكان من المفترض على مختلف وسائل الإعلام المحلية المخلصة لله وللوطن والشعب أن تطلق على هؤلاء السفاحين اسم أنصار الشر أو أعداء الشريعة انطلاقاً من الممارسات التي يقومون بها دون الحاجة إلى الترويج لمسماهم الخبيث الذي لا يخدم إلا أعداء الدين الإسلامي الحنيف الذين يمولون ويرسمون الخطط لهذه العناصر المأجورة من أجل إقلاق الأمن والسكينة العامة في الدول الإسلامية وتشويه صورة المسلمين أمام العالم ونعتهم بالإرهابيين والانتحاريين وغيرها من المسميات. إن جرائم أعداء الشريعة الماثلة للعيان تستدعي حالة نادرة من الاصطفاف الوطني لمواجهتها والعمل على وضع حد لها، فما تقوم به هذه العناصر الإرهابية في أبين وشبوة وحضرموت وعدن ولحج والبيضاء ومأرب والحديدة وغيرها من المحافظات لا يرضي الله ولا رسوله ولا يمت بأية صلة للإسلام.. وكم يشعر الواحد منا بالذهول وهو يشاهد هؤلاء القتلة وهم ينحرون الجنود والمواطنين بدم بارد وبطريقة وحشية دونما ذنب اقترفوه أو جريمة ارتكبوها، إمعانا في القتل والتنكيل وإصراراً على الإجرام وما حصل صبيحة الاثنين الماضي 21 مايو بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء من مذبحة وحشية استهدفت الجنود المشاركين في البروفات الأخيرة للعرض العسكري الخاص بالاحتفال بالعيد الوطني ال22 لقيام الجمهورية اليمنية يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن نزعة الوحشية والإجرام التي يتحلى بها أفراد هذا التنظيم الإرهابي تكشف هوسهم لسفك الدماء وإزهاق الأرواح والتلذذ لذلك دونما اكتراث لفداحة ما يقومون به من أعمال وما يرتكبون من جرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، فالمشهد البشع لضحايا هذه المذبحة النكراء أدمى قلوبنا وجعل الكثير منا يفكرون جدياً في الالتحاق بجبهة المقاومة الشعبية لهذه العناصر الشريرة التي أرادت بهذه المذبحة وفي هذا التوقيت إفساد فرحتنا بعيدنا الوطني الأغلى على قلوبنا 22 مايو 1990م في ذكراه ال22، حيث أدخلوا الحزن إلى داخل كل بيت يمني الكل ذرفوا الدموع وهم يشاهدون جثث الشهداء التي تناثرت في ميدان السبعين ودماء الجرحى التي صبغت مساحة واسعة من الميدان باللون الأحمر، إن هذا المشهد الرهيب يعزز قناعة السواد الأعظم من أبناء الشعب بأن أفراد هذا التنظيم الإرهابي لا عهد لهم ولا ذمة ولا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بأي حوار معهم؛ لأن ذلك يعد خيانة وطنية كبرى لدماء الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء الوطن وذوداً عن حماة ومكتسباته وأمنه واستقراره. فهؤلاء لا ينفع معهم الحوار؛ لأننا جربناه معهم، ولكنهم في كل مرة يعودون بصورة أكثر وحشية ودموية فهم أصحاب فكر ضال وعقيدة منحرفة ومعهم لا ينفع إلا القوة لتطهير البلاد من أدرانهم وسلوكياتهم المنحرفة وجرائمهم البشعة انتصاراً للقيم والمبادئ النبيلة التي حملها الشهداء الأبرار في قلوبهم وقدموا أرواحهم رخيصة من أجلها مجسدين أروع وأسمى صور الولاء والانتماء والوفاء والإخلاص للوطن. إن جرائم أنصار الشر.. أعداء الشريعة الإسلامية يجب أن تدان من الجميع دونما أي تعاطف أو تساهل ويجب أن تكون هنالك ردة فعل مزلزلة لهم تصيبهم في مقتل وتنال من قدراتهم وعتادهم وإمكانياتهم، لا نريد أن يوظف البعض منا قضية القاعدة لتصفية حسابات شخصية أو سياسية أو حزبية، أو لتحقيق مكاسب رخيصة وعلى الجميع أن يعوا ذلك ويدركوه جيداً.