الإرهاب لا دين له إلا الشر، ولا لون له إلا السواد، ولا أرض له إلا مسرح الجريمة.. وجريمة شنعاء وعمل إرهابي تلك التي استهدفت منتسبي بعض الوحدات العسكرية والأمنية صباح الاثنين الماضي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء خلال قيامهم ببروفات للعرض العسكري المقرر إقامته يوم الثلاثاء بمناسبة العيد الوطني الثاني والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية، وما نتج عنها من مجزرة وحشية راح ضحيتها ما لا يقل عن 90 شهدياً و150جريحاً من قوات الأمن المركزي. تؤكد أن من يسعى إلى ممارسة أعمال القتل والتخريب والإرهاب والإضرار بمعيشة الناس والإفساد في الأرض هو أبعد ما يكون عن دين الله، ولا يمكن أن يكون مسلماً أو مؤمناً أو على ملة الإسلام أو يتمتع بأية مشاعر أو أحاسيس وطنية أو إنسانية أو أخلاقية، فهؤلاء الإجراميون فقدوا الحس الإنساني وتحولوا إلى وحوش ترعى في البراري ولا فرق عندهم من تكون الفريسة طالما أنهم جوعى، إنهم أعداء الحياة وعشاق الموت.. وبالتأكيد لا نتوقع منهم اقتراف أقل من هذه الجرائم البشعة كلما سنحت لهم السانحة، وأن مثل هذه السلوكيات المنحرفة تؤكد كما يتضح من هذه العمليات الإرهابية أنهم ليسوا إلا أدوات طيّعة ينفذون بوعي وبغير وعي مآرب أعداء وطنهم وشعبهم الذين لا يريدون أن يخرج الوطن من أزمته ويريدون نسف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بل إن مثل هذه الأعمال الإرهابية لا تخدم سوى أصحاب المشاريع الصغيرة من أعداء الوطن والوحدة اليمنية العظيمة التي ضحّى من أجلها شعبنا اليمني بالغالي والنفيس، وسيذود عنها كل الشرفاء حتى آخر قطرة من دمائهم. فالآثار التي تنتج من الإرهاب كثيرة فهو يهدم الاقتصاد ويؤخر عجلة التنمية ويزيد من حالة الفقر ويحد من فاعلية الناس على الإنتاج، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نقبل به أبداً، لذا فإن ما نواجهه اليوم أمر يحتاج إلى مواجهة ومتابعة معالجة وتوعية متواصلة عبر كل القنوات تهدف في مجملها إلى تنمية الحس الأمني وتحفيز الشعور بالمسؤولية الوطنية باعتبار الحس الأمني هو حجر الزاوية في هذه القضية، إلى جانب ذلك مد جسور الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية وخلق ثقة متبادلة تنمي جهود المكافحة في سبيل الوقاية. فلنستغل فرصة الاحتفاء بالعيد ال22 للوحدة اليمنية ونكون معاً صفاً واحداً رئيساً وحكومة وشعباً وأحزاباً وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني في مواجهة الإرهاب وعناصره، وتضييق الخناق عليه، ومواجهة مده الخطير على كل الأصعدة مع الأجهزة الأمنية، لأنه نبتة خبيثة شريرة ظالمة، وألا يعين أي شخص منا أحداً على الإثم والعدوان والعبث بالأمن، فحرمة الدماء عند الله عظيمة، وقتل المواطنين الأبرياء بلا حق كبيرة من كبائر الذنوب وإرهاب، ومن يستحل قتلهم ويرى حلّ دمائهم فإن ذلك يخشى عليه أن يكون على غير الإسلام، متوعد صاحبها بلعنة الله وغضبه والخلود في عذابه، فلا ينبغي أن نعطي الفرصة لأعداء الدين والوطن والشعب اليمني لتسيء إلينا.. ومن يقوم بالتستر على هؤلاء العناصر الإرهابية ويمنحهم الحماية فإنه يعتبر شريكاً لهم في أعمالهم الوحشية وعملياتهم الإجرامية، فليس من المعقول أن نسمح لعناصر القاعدة بالبقاء عندنا واحتضانهم بيننا خاصة أن بلادنا عانت الكثير من أعمالهم الإرهابية وما نجم من خسائر بشرية وألحقت أكبر الضرر على الاستقرار والسكينة العامة والاستثمار والسياحة والذي انعكس بدوره على الاقتصاد الوطني ومسيرة التنمية. عزائي الخاص لأسر الشهداء سائلاً المولى عزّ وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويشفي كافة المصابين.