إن الإرادة التي تستمد قوتها من الإرادة الإلهية وتنطلق من أوامر الله، وتقف عند حدود ونواهي الله سبحانه وتعالى هي وحدها القادرة على صنع الحياة الآمنة والمستقرة، وهي وحدها الأحق بالاستخلاف في الأرض وفق الأوامر الإلهية والإرادة الإنسانية التي تلتزم هذا المنهج الرباني؛ لأنها قادرة على تطويع وتذليل الصعاب أمام فعل البناء والتعمير والخير والصلاح. إن إرادة الشعب اليمني الكلية عبر المراحل المختلفة منطلقها الوحيد هو رضا الله سبحانه وتعالى وعدم الخروج عن أوامره والالتزام بنواهيه، ولأن اليمنيين ملتزمون بالأمر الإلهي ولا يعصون الله ويسعون للصلاح والتعايش ولا يقبلون بالتعصب الجاهلي، ولا يقفون إلا مع الحق فإن الله سبحانه وتعالى تكفل بحمايتهم ورد كيد الكائدين في نحورهم وأسقط رهانات المقامرين الذين أرادوا لليمن الاحتراب والدمار. ولئن كان البعض قد شذ عن أمر ربه وزاغ عقله واتبع هواه وانطلق من الإرادة الشيطانية وقبل على نفسه أن يكون أداة تدمير وتخريب, فإن ذلك البعض لا يعبر عن اليمنيين مطلقاً وإنما يعبر عن الزيغ والضلال الذي انتهجه. وقد أوضحت الأزمة السياسية أن ذلك البعض منبوذ من الإرادة الكلية للشعب والإنسانية جمعاء, وأي استمرار في فعل الإجرام والإرهاب ينبغي أن يواجه بقوة الإرادة الإلهية التي تمسّك بها الشعب اليمني واعتبرها منهج حياته وسر بقائه. إن ما تحقق من توافق وطني يندرج في إطار المنهج الإلهي الذي سلكه اليمنيون والذين تجاوزوا من خلاله مرحلة الخطر، وبدأوا رحلة العودة إلى جادة الصواب التي تجسد الفعل الوطني والديني والإنساني الذي يحقق التسامح والتصالح والتعايش والتداول السلمي للسلطة, ويمكن الشعب من امتلاك السلطة في اختيار حكامه عبر صناديق الاقتراع، ويزيل التوتر والتأزيم وتمنع التسلط والاستعباد بإذن الله.