الحياة الآمنة والمستقرة والمزدهرة مطلب الإنسان في كل زمان ومكان، الأمر الذي دفع الناس إلى التقارب والتآلف والتعاون والتوحد من أجل الوصول إلى المعاني الإنسانية لمفهوم الحياة التي تجسد مبدأ الاستخلاف الذي خلق الله تعالى الإنسان من أجله ورسم له طريق الخير والصلاح ووضح طريق الشر والفساد وجعل الإنسان مخيراً وليس مسيراً وزوده بالعقل الذي وضع الله تعالى فيه أسرار الحياة وخيرات الكون المسخر للإنسان. إن الصراعات القاتلة في المجتمع عمل من أعمال الشيطان الذي تعهد بالغواية لبني الإنسان، وهذه الغواية التي يسلكها الشيطان الهدف منها السيطرة على عقل الإنسان ومنع استخدامه فيما ينفع الناس ويحقق أغراض الحياة الآمنة والمستقرة ويدفعها إلى المزيد من الازدهار والتطور بإعمار الأرض وتشييد العدالة ونشر التسامح وترسيخ التوحد وخلق الانسجام الإنساني. ولئن كان الشيطان قد تعهد بالغواية من خلال السيطرة المطلقة على عقل الإنسان وتحويله إلى مسيّر يسيره الشيطان وفق رغبته العدوانية وحقده على الإنسان الذي كرمه الله وأمر إبليس بالسجود له، فإن الله سبحانه وتعالى الخالق للكون كله قد تعهد بحماية الإنسان الذي يلتزم الصراط ويحترم العقل وسيستفيد من نعمة العقل محل الأسرار الكبرى، وهو ما دفع إبليس إلى الحقد على الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى قد فضله على الملائكة وسائر الخلق. إن اختيار الإنسان لطريق الخير والصلاح البداية العملية للتغلب على الغواية الشيطانية، ومنع للصراع وانطلاق نحو الاستخلاف، ولعل اليمنيين خلال الفترة الماضية قد نزغ بينهم الشيطان وقادهم إلى الصراع الذي يحقق الغواية التي تعهد بها إبليس، ولأن أهل اليمن أهل إيمان وحكمة وألو ألباب فقد اختاروا الطريق الصحيح وهو الوفاق الوطني الذي تغلب على الشر وقهره ليثبت اليمنيون أنهم عباد الله المخلصون الذين لا سلطان للشيطان عليهم قال تعالى: “إلا عبادك منهم المخلصين” وهنا ينبغي إعمال العقل وعدم إغفاله لأنه كرامة الله في الإنسان، ولذلك ينبغي أن تزول كل الأحقاد ولا يصر على الأحقاد إلا من استحوذ عليه الشيطان ولا يجوز أن يكون فينا من يرضخ للغواية، لأن اليمن مصدر نور الخير والصلاح الدائم بإذن الله.