ينبغي على الكافة إدراك حجم المؤامرة التي يتعرض لها وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م ومن ثم إدراك المسئولية التي ينبغي أن يتحملها كل فرد في المجتمع لأن تحمل المسئولية والشعور بالمخاطر هو البداية العملية التي تضع الجميع في المحك في سبيل التخلص من المكايد والمؤامرات والدسائس التي يديرها البعض ضد أمن الوطن واستقراره ووحدته وسلمه الاجتماعي وقد بات من الواجب فضح الحاقدين على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتبصير المجتمع بحجم مؤامراتهم وكيدهم وكرههم ضد الإرادة الكلية للشعب. إن الحقد والكراهية والإرهاب قد بلغ ذروته في قلوب المتآمرين على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته فعميت بصيرتهم قبل أبصارهم وسيطر على عقولهم الشيطان فلم يعد يردعهم دين ولا مبادئ ولا قيم ولا أعراف ولا عادات ولا تقاليد ولا إنسانية على الاطلاق وأصبح معبودهم هو هواهم الشيطاني يقودهم إلى إرتكاب الجرائم والمنكرات لأن الدين الإسلامي بالنسبة لهم كان مجرد وسيلة لتحقيق غاية شيطانية ليس أكثر وكذلك المبادئ والمثل والاخلاقيات ليست أكثر من وسيلة لتحقيق غايتهم الشيطانية لا يمكن أن تردعهم أو تمنعهم من ارتكاب الجريمة. إن استهداف جامع النهدين الذي كان يؤدي فيه رئيس الجمهورية وكبار رجالات الدولة شعائر صلاة الجمعة واحدة من المؤشرات الأكثر خبثاً والأعظم تجرداً من الإسلام عقيدة وشريعة والأخلاق والأعراف الإنسانية وفضيحة تاريخية على الإنسانية كافة أن تدينها وتقف في وجه من قاموا بذلك الفعل الإجرامي الإرهابي وعلى كافة أبناء الشعب أن يكونوا أكثر اعتصاماً بحبل الخالق جل وعلا في سبيل مواجهة ذلك العدوان الغادر حماية لسيادة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته بإذن الله.