كان ينبغي على الذين يراهنون على إشعال نيران الفتنة في اليمن أن يدركوا بأن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحماية اليمن وأهلها, وأن أي فعل من أفعال الإجرام التي يراد لها أن تكون في اليمن سترد في نحور مدبريها ومخططيها الذين ألفوا الشر واستمرأوا المكر والغدر, وقد تجاوز اليمنيون محنتهم وصنعوا لأنفسهم مخرجاً حقن دماءهم وصان لهم تجربتهم الديمقراطية الشوروية وعزز وحدتهم الوطنية, وصان المبادئ والثوابت الوطنية والدينية والإنسانية, وحفظ كرامة اليمن واليمنيين كافة, وكان ذلك المخرج دليلاً على الإيمان والحكمة الذي راهنا خلال الأزمة السياسية عليهما والاعتصام بحبل الله المتين. إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى يقظة كاملة وحس وطني يتجسد في سلوك اليمنيين كافة بكل ألوان طيفهم السياسي, ويجعلهم على قدر كبير من التنبه واليقظة لأية محاولات عدوانية تحاول زرع الفتنة بينهم من جديد, لأن قوى الحقد والشر كلما رد الله تعالى كيدها في نحرها كلما حاولت من جديد السلوك العدواني, لأن حقدها على يمن الإيمان والحكمة حقد أزلي شيطاني وكأن تلك القوى العدوانية ماخلقت إلا لزرع الفتن وإشعال نيرانها خصوصاً في بلد الإيمان والحكمة. ولئن كان اليمنيون قد تجاوزوا المحنة وصنعوا صفحة جديدة في حياتهم السياسية من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة التي عززت الوحدة ورسخت السلوك الديمقراطي الحضاري والإنساني فإنهم في أمس الحاجة إلى الفعل الوطني والديني والإنساني الذي يجنب البلاد والعباد الوقوع في شرك المؤامرة، فالحذر ينبغي أن يكون متواجداً في كل فعل وقول لنفوت على الحاقدين أية محاولة عدوانية قد تضر بأمننا واستقرارنا ووحدتنا. إن ماتوصل إليه اليمنيون كافة قد عبر عن الحكمة والإيمان وجعل العالم يقف احتراماً لليمن واليمنيين كافة لما أنجزوه في الانتخابات الرئاسية المبكرة, لأن اليمنيين قد رسموا الصورة الحضارية والإنسانية النبيلة التي حاول البعض أثناء الأزمة السياسية طمس معالمها فحافظ عليها النبلاء والشرفاء من أبناء اليمن من كل ألوان الطيف السياسي, ولذلك فإن الواجب الديني والوطني والإنساني المقدس يحتم على الكافة الحفاظ على تلك الصورة التي رسمها اليمنيون كافة في 21 فبراير الحالي وليخطوا بثقة عالية بالغة نحو الأفضل بإذن الله.