أظهر اليمنيون بلا استثناء إصرارهم على أن سبيلهم الوحيدة للتغيير هو الانتخابات الحرة والمباشرة عبر صناديق الاقتراع وأن مبدأ التداول السلمي للسلطة سلوكهم الحضاري والديني والإنساني وأن هذا السلوك أصيل في حياة اليمنيين ولا مكان لمن شذ عن هذا الخيار الحضاري وسيظل منبوذاً لا يمكن أن يحظى بالرضا والقبول الشعبي الذي يحقق الأمن والاستقرار ويعزز الوحدة الوطنية ويفرض هيبة الدولة وسلطان الدستور على الكافة دون استثناء أو مداراة أو مجاملة أو حتى خوف أو اتقاء الشر. لم يكن إصرار اليمنيين على تثبيت مبدأ التداول السلمي من فراغ على الاطلاق وإنما جاء نتيجة تجربة بل تجارب عديدة خاضها اليمنيون واستخلصوا من تلك التجارب أن الرئيس الذي يأتي عبر الانقلابات الدموية يظل مقيداً بأوامر الذين ساعدوه على الانقلاب ومديناً لهم طوال حياته السياسية لا يستطيع تنفيذ الإرادة الشعبية وبسط سيادة الدستور على الكافة وسيظل الانتهازيون يزايدون عليه باسم الانقلاب وكل واحد منهم يدعي لنفسه بطولات وهمية يسعى من خلالها إلى تجاوز الدستور والقانون ويرى أنه فوق الجميع بفعل الأوهام التي اختلقها ثم صدقها ولذلك فقد أدرك الشعب أن الرئيس لابد أن يأتي عبر الانتخابات الحرة المباشرة من الشعب ليستمد قوته من الإرادة الشعبية المستمدة من إرادة الله سبحانه وتعالى وبذلك لا يمنّ عليه أحد ولا يدعي أمامه البطولات الوهمية التي تجعله ممنوناً لتلك العناصر التي تتسلق على أكتاف الخيرين والأوفياء. إن تثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الذي بدأه الرئيس السابق المشير الركن علي عبدالله صالح الذي استحق أن يطلق عليه الوطنيون الشرفاء الحريصون على الوطن اسم الرئيس الصالح وواصل ترسيخ هذا المبدأ خلفه المشير الركن عبدربه منصور هادي واحد من أعظم انجازات الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر ولذلك ينبغي الحفاظ على ذلك الانجاز ليتحرر الرئيس من الضغوط والاملاءات ويستمد قوته من الشعب مالك السلطة ومصدرها ويسعى وبقوة إلى فرض هيبة الدولة وسلطان الدستور بحيث تكون اليهمنة للدستور وليس لأحد مهما كان. إن إرساء التقاليد الديمقراطية الشوروية في نقل السلطة إضافة جديدة لتقاليد الحياة السياسية الحضارية التي تبعث على الأمل وتبشر بمستقبل أكثر اشراقاً بإذن الله.