إن الممارسة الفعلية للديمقراطية المباشرة من قبل كل المواطنين البالغين السن القانونية تأتي من خلال الانتخابات العامة سواء كانت المحلية أم النيابية أم الرئاسية، وهي انتخابات دورية محددة بفترات زمنية، وهي الفرصة التاريخية التي يصنع الشعب فيها القرار، ويجسد مفهوم امتلاك الشعب للسلطة، ولذلك فالانتخابات العامة إرادة كلية لأنها تمثل إجماعاً شعبياً على اختيار رئيس الجمهورية وتمنحه الصلاحيات الدستورية التي تمكنه من ممارسة مهامه، وتجعله يستمد قوته من تلك الإرادة الشعبية الجامعة، لأن الإرادة الكلية للشعب مستمدة من الإرادة الإلهية، وهنا تظهر القوة الدستورية في ممارسة الرئيس لصلاحياته الدستورية. إن الانتخابات الرئاسية المباشرة من قبل الشعب تعني أن الناخب الذي شارك في الإدلاء بصوته لانتخاب رئيس الجمهورية قد ساهم في صناعة قرار المستقبل ومارس حقه في الحياة السياسية، ولذلك ينبغي الحرص المطلق على ممارسة هذا الحق من قبل الناخبين والمبادرة إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس الجمهورية، لأن المبادرة إلى ممارسة هذا الحق الدستوري تكسب الإنسان شرف المساهمة في إخراج البلاد من الأزمة السياسية وترسخ قيم الديمقراطية الشوروية وتعزز مبدأ التداول السلمي للسلطة، وتصون الدستور بقوة الإرادة الشعبية المستمدة من الإرادة الإلهية. إن الناخب اليمني اليوم امام استحقاق دستوري بالغ الأهمية يحتم على كل من بلغ السن القانونية التوجه إلى مراكز الاقتراع ليبرهن عملياً إسهامه الفاعل في بناء المستقبل من خلال الإدلاء بصوته لمرشح الوطن الكبير المشير عبدربه منصور هادي، لأن المساهمة والمشاركة والتفاعل والجد في إنجاز هذه المهمة الوطنية هي الفعل الوطني والديني والإنساني الذي يخرج البلاد من نفق الأزمة المفتعلة ويفتح آفاق المستقبل المشرق من أجل المضي في طريق البناء والتعمير. إن الأحزاب والتنظيمات السياسية والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني أمام مسئولية تاريخية بالغة الأهمية تجعلهم أكثر تفاعلاً من أجل إنجاح الانتخابات الرئاسية بالصورة المشرفة في 21 فبراير الحالي وستثبت للعالم بأسره بأن اليمنيين كافة صنّاع حضارة ودعاة محبة وسلام،وأن الانتخابات وسيلتهم للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع وليس لديهم طريق غير ذلك مطلقاً،لأن إيمانهم بمبدأ التداول السلمي للسلطة تجسيد عملي لمبدأ الشورى في الإسلام عقيدة وشريعة،وقد برهن اليمنيون في الماضي أن الأمن والاستقرار والتوحد همهم المطلق الذي حققوه في ظل الديمقراطية الشوروية والتداول السلمي للسلطة،وهاهم اليوم يصنعون انجازاً جديداً بانتخابهم لرئيس جديد يواصل قيادة السفينة بروح المسئولية الوطنية بإذن الله.