إن التركيز على الإرادة الكلية للشعب يعني الاتجاه الوطني الفاعل للمشاركة السياسية التي تمكن الشعب من ممارسة حقه في امتلاك السلطة، وذلك عبر الانتخابات الحرة والمباشرة لاختيار من يمثل الشعب في السلطة التشريعية والتنفيذية، ونحن اليوم في اليمن أمام استحقاق دستوري بالغ الأهمية، ناضل أحرار اليمن من أجل تثبيته وحمايته وممارسته وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس. إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر عام 62 و1963م من أجل أن يتحرر الشعب من احتكار السلطة حيث كان قد منع من حقه في امتلاكها، وقد جاء الهدف الرابع من أهداف الثورة اليمنية الخالدة لتأكيد هذا الحق، حيث نصّ على إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف، وعقب الثورة عام 1962م جرت العديد من المحاولات التي تريد تركيع الشعب وسلب حريته واغتصاب إرادته، وظل الشعب يكافح من أجل الحرية وامتلاك السلطة، ولم يتمكن من ممارسة حقه في امتلاك السلطة إلا في عام 1978م عندما تم انتخاب رئيس البلاد وعبر صناديق الاقتراع وقد رفض الشعب كل المحاولات الانقلابية والراغبين في الوصول إلى السلطة عبر الطرق غير المشروعة وحافظ الشعب على الشرعية الدستورية خلال الأزمة السياسية الراهنة وأصر على التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر. إن الشعب اليمني اليوم أمام الانتخابات الرئاسية لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ثمرة الجهود الوطنية المخلصة التي بذلها اليمنيون من أجل حماية التجربة الديمقراطية المشروعة للوصول إلى السلطة، ولذلك ينبغي أن تكون المشاركة في العملية الانتخابية فاعلة وأن تتحرك الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمستقلون بهدف دفع الهيئة الناخبة للإدلاء بصوتها في انتخاب رئيس الجمهورية، لأن المشاركة في الانتخابات يعني المزيد من حماية حق الشعب في امتلاك السلطة، ولذلك على الكافة القيام بهذا الواجب لأنه فرض عين من أجل يمن آمن ومستقر وموحد بإذن الله.