عندما يصر اليمنيون على حماية تجربتهم الديمقراطية والالتزام بالشرعية الدستورية والاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بحق الاختيار الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع فإن على العالم أن يحترم هذه الإرادة لأنها تمثل العقل والمنطق وتحقق الرضا والقبول لدى الحاكم والمحكوم وتمنع التآمر والمحاولات الانقلابية وتؤمن إيماناً مطلقاً بالتداول السلمي للسلطة وترفض رفضاً قاطعاً الانقلاب على الشرعية الدستورية والغوغائية والهمجية والتخريب والتدمير والإرهاب. إن إصرار اليمنيين على حماية وتحديث التجربة الديمقراطية والالتزام بالدستور والقانون يعني الحضارة والإنسانية والسلم الاجتماعي والقبول بالآخر والتعايش مع الكافة، ويعني كذلك الرفض المطلق للدعوات الانفصالية والعنصرية والمناطقية والقروية والفئوية التي عفى عليها الزمن وتجاوزها بحكمة واقتدار عقب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والوحدة اليمنية المباركة والخالدة ولأن هذه المعاني والدلالات الوطنية والدينية والإنسانية قد توفرت في إصرار اليمنيين على حماية شرعيتهم الدستورية فإن على العالم أن يحترم هذه الإرادة التي تحقق السلام للإنسانية وتصون كرامة الإنسان وتقدس التداول السلمي للسلطة. إن ثبات اليمنيين على الشرعية الدستورية والتمسك بتجربتهم الديمقراطية هو الطريق الشرعي والإنساني الذي ينبغي احترامه والوقوف لحمايته ومد يد العون له لأنه يمنع الاحتراب والاقتتال ويصون الأعراض والحرمات والممتلكات ويحقق القيم الدينية والإنسانية في أسمى معانيها ولذلك كله فإن على العالم أن يدرك بأن اليمنيين قد اختاروا الديمقراطية والمشاركة السياسية وجعلوا من الانتخابات طريقهم الوحيد للوصول إلى السلطة وأنهم يرفضون ما دون ذلك وهم من أجل ذلك يبذلون الغالي والنفيس بإذن الله.