إنشاء المجتمع الديمقراطي من الأهداف الستة الأساسية للثورة اليمنية.. بالعودة إلى الهدف الأول نلاحظ أن “إقامة حكم جمهوري عادل”.. أي جمهرة الحكم، وعدالته.. أي أن يكون الحكم للشعب الذي ينشد العدالة وامتلاك جميع السلطات. وحين ننتقل إلى الهدف الرابع نجده ينص على “إنشاء المجتمع الديمقراطي التعاوني العادل” وعلينا أن نركز أن الهدف أكد على “إنشاء المجتمع الديمقراطي” و “ليس السلطة الديمقراطية” والفرق كبير وشاسع لأن المجتمع الديمقراطي هو الذي يصنع الأنظمة، والحكومات ، والسلطات الديمقراطية.. وهو الذي يحمي الديمقراطية من خلال ممارساته وسلوكياته الجادة، والصادقة، والأمينة، والمخلصة في اختيار حكامه عبر انتخابات حرة مباشرة.. لكن السلطة الديمقراطية لن تكون أكثر أمانة وحرصاً على الديمقراطية إلا في حدود مصلحتها التي تتركز في الاستمرار في السلطة. وحين نمضي في قراءة الهدف الرابع “إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل” نلاحظ أن هذا المجتمع المنشود أيضاً لابد أن يكون تعاونياً عادلاً” أي تقوم فيه الحياة الاجتماعية على التعاون، والعدل.. في كل العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وبما يضمن “إزالة الفوارق، والامتيازات بين الطبقات” وذلك عملاً بهذه العبارة أو الفقرة التي جاءت ضمن الهدف الأول.. وتحقيقه عبر إقامة نظم اقتصادية لخدمة المجتمع، وبما يحقق النهضة الاجتماعية، ويؤدي إلى تحقيق الهدف الثالث الذي ينص على رفع مستوى الشعب اقتصادياً، واجتماعياً، وكذا سياسياً، وثقافياً، وبما يمكن من امتلاك الإمكانات للتنمية المستدامة وبناء جيش وطني قوي لحماية الثورة، وكذا يؤهل الدولة لتحسين مستوى الخدمات والصحة، والتعليم بصورة مستمرة. وقراءة بقية الهدف الرابع “إنشاء المجتمع الديمقراطي التعاوني العادل المستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف” ماذا يعني المستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف؟ أي أن يقوم المجتمع على الحق والعدل والخير، ومصلحة الأمة، والمساواة.. ولم يقل المستمد أنظمته من روح النظام الرأسمالي الغربي الاستغلالي الاستعماري.. لأن هذا الغرب الديمقراطي فيه ملك للشركات الرأسمالية، وليس للشعوب، وهي ديمقراطية كاذبة مزيفة.. عكس ما تهدف إليه الثورة اليمنية من امتلاك الشعب لكل السلطات وهو يفوض من يحكمه في انتخابات عامة حرة ونزيهة، ومن قبل مجتمع قد تحرر من كل الضغوطات.