إن الحوار الوطني الشامل هو الانطلاقة الحقيقية نحو المستقبل الذي تتجسد فيه المعاني والدلالات الدينية والوطنية والإنسانية وتتعزز فيه روح المسئولية الوطنية وتصان فيه الكرامة الإنسانية ، وتزال الأحقاد والضغائن وتنتهي بنتائجه الفتن ويصل الناس إلى كلمة سواء تحقق الخير العام للناس كافة . ولئن كان الحوار الوطني هو الوسيلة الحضارية التي سلكها اليمنيون منذ فجر التاريخ القديم وتمكنوا من خلالها من صنع الحضارة الإنسانية التي مازالت آثارها شاهداً حياً على سمو الإنسان اليمني ورفعته وعلو همته وعظيم صبره وقوة إيمانه وحكمته ، فإن الواجب اليوم على اليمنيين كافة أن يدركوا بأن الحوار والممارسة الديمقراطية الشوروية هي الطريق الوحيد للوصول إلى الخير والسعادة التي ينشدها الناس كافة الأمر الذي يحتم على الكافة أن يتسلحوا بالكلمة الأمينة والصادقة التي تتخلى عن المصالح الذاتية والنزعة الأنانية والحقد الذاتي أو الفئوي أو المناطقي أو القروي . إن الحوار الوطني الشامل يحتاج إلى الأجواء الأخوية المناسبة التي تزول فيها التوترات الأمنية والشعارات العدوانية والادعاءات الباطلة والوهمية ليحل محلها روح التفاهم والتسامح والتصالح ، وأن يتخلى أصحاب النزعات العدوانية عن أنانيتهم ، وأن يدرك الجميع بأنه لا أحد يستطيع القضاء على الغير مطلقاً وأن ينطلق الجميع نحو الحوار الوسيلة الحضارية التي لايمكن الغنى عنها مهما كان ومهما حدث فإن الحوار في نهاية المطاف هو سيد الموقف . إن المجتمع اليمني قائم على الحوار ومن يريد فرض بديل آخر بالقوة فإنه خاسر ونادم ولا يمكن أن يحظى باحترام المجتمع ، وقد لمسنا هذا الحس الحضاري والإنساني لدى كافة أفراد الشعب بمختلف مكوناته دون استثناء ولم نجد العصبية العمياء والجاهلية إلا لدى من تمت السيطرة على عقولهم بالتعبئة العدوانية التي تهدد حياة الناس كافة ، ولذلك فإن المسئولية تقع على العقلاء في إعادة هؤلاء إلى جادة الصواب من خلال الحوار معهم ومقارعتهم الحجة بالحجة من أجل الحفاظ على الدين والوطن بإذن الله .