أظهر الكثيرون من القوى السياسية عقب إعلان حكومة الوفاق الوطني صورة حضارية خصوصاً لدى الأحزاب والتنظيمات السياسية, وجعلت الكثير من المتابعين يثنون على تلك الصورة الحضارية والإنسانية التي أظهرتها الأحزاب والتنظيمات السياسية, الأمر الذي خلق تفاؤلاً شعبياً بالنجاحات التي ستتحقق على يد حكومة الوفاق الوطني, وعاد الشارع يتحدث عن أحزاب سياسية مدنية, وبدأت تختفي لغة الهنجمة والسيطرة والقتل والإقصاء وبدأت حدة الكراهية والحقد التي كادت أن تسيطر على البعض تقل تدريجياً, وهو مايحسب لحكومة الوفاق الوطني التي ظهر بعض وزرائها بالروح الوطنية المسئولة التي أكسبتهم احترام وتقدير الكافة. إن العمل السياسي الرصين لايحتاج إلى العنتريات والتعصب الأعمى على الإطلاق, لأن ذلك الأسلوب لايعبر عن المستوى الحضاري والوطني والديني والإنساني الذي ينبغي أن يكون عليه المرء, وإنما يعبر عن أسلوب الغاب والغوغاء والهمجية, ولا أكتم سراً إن قلت: إن البعض كان يعتقد أن بعض الوزراء ربما سيكونون على هذا المنهاج والواقع أنهم سلكوا مسلكاً وطنياً متميزاً جعلهم محط احترام وتقدير مع كل من اختلف معهم في الرأي, ولعل هذا الأسلوب الرصين فاتحة الخير الذي ينشده الوطن والمواطن على حد سواء. إن الأسلوب الحضاري والديني والوطني والإنساني الذي ينبغي أن يكون عليه المسئول, دليل على الجدية والقدرة على تحمل المسئولية والإيمان المطلق بأن المسئولية تكليف وليست تشريفًا وأنها أمانة وخزي وندامة لمن يفرط فيها, ويعمل بغير حقها من الوفاء والإخلاص لله ثم للوطن والناس كافة. إن الخطوات العملية التي تمت عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإن كانت مازالت قليلة إلا أنها فتحت الأمل أمام الناس وأزالت الكثير من التشنجات السياسية الحاقدة وأذابت ركام الجليد الذي كان البعض يظنه صخراً يستحيل زحزحته من أمام الناس, ولذلك فإن الواجب الوطني والديني والإنساني يحتم على الكافة بذل المزيد من الجهود الوطنية والدينية والإنسانية لمساندة حكومة الوفاق الوطني من أجل الوصول إلى إنهاء كافة معاناة الناس وعذاباتهم وتعود الحالة إلى ماكانت عليه قبل يناير 2011م وأكثر رخاءً وازدهاراً بإذن الله.