يبدو أن البعض لم يعد يمتلك قدراً من القيم الدينية والوطنية والإنسانية، لأن عبوديته للمادة والارتهان لمن يدفعون قد أعمى بصره وبصيرته، وقد جعل من نفسه عبداً أسيراً ومملوكاً لمن يدفع، ولم يعد يهمه وطن ولا عقيدة ولا يعترف بعرف أو يلتزم بعهود ومواثيق، ولذلك يجده الناس يعمل كل ما يتعارض مع القيم الدينية والوطنية والإنسانية، لأن المادة نزعت منه الصفات الإنسانية فاستغل أعداء الوطن مثل هذه العناصر وسخروها لتدمير الوطن. إن الأعمال والإفرازات الهمجية التي خلفتها الأزمة السياسية بكل تداعياتها تحتم على كل الخيرين والشرفاء أن يكونوا يداً واحدة في سبيل التخلص من ركام الأزمة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال ممارسة الإقصاء ومحاولة استغلال المناصب والمواقع من أجل تصفية الحسابات الشخصية بسبب الاختلاق مع الآخر لأن المضي في هذا الاتجاه لا يقل خطراً عن ممارسة من باعوا ضمائرهم ورهنوا أنفسهم من أجل الحصول على المادة والتخلي عن القيم الدينية والوطنية والإنسانية. إن المظاهر التي يظهر بها البعض لا تعبر عن الأسلوب الحضاري للإنسان اليمني وإن بدا المسئول وسط من يحيطون به من الغوغاء والفجرة مبتسماً فإن الموطن والواطن ينظر إلى ذلك بعين الحكيم الذي يرى مثل هؤلاء الذين سيطر عليهم حب الظهور بصورة الغاب والهمجية ويسخر من ذلك التصرف الهمجي الذي يعبر عن ضعف الشخصية والشعور بالنقص ولذلك ينبغي ان يكون المسئول واثقاً من نفسه وان عمله خالصاً لله ثم للوطن بإذن الله,.