وقف الناس كثيراً أمام الركام الذي خلفته الأزمة السياسية خلال أكثر من عشرة أشهر مضت من حياتهم، فوجدوا أنهم أمام فاجعة كبرى في الأخلاق والقيم والوطنية، لأنهم رأوا دماراً شاملاً وخراباً ماحقاً للأخلاق والقيم الدينية والوطنية، والأكثر من ذلك كله أن الناس وهم واقفون أمام ذلك الركام المخيف قد فقدوا أعظم النعم وأجلها وهي نعمة الأمان التي كانوا ينعمون بها قبل الأزمة. إن الحكمة والإيمان يمنعان الإنسان السوي من المضي في طريق الشر والعدوان ومحاربة الأمن والأمان، ولذلك على الذين مازال في قلوبهم مرض أن يقفوا وقفة إنسانية أمام ذلك الركام “العار” الذي لحق بالناس في مختلف الجوانب .. والعاقل والحكيم من اتعظ واعتبر وحكّم عقله وضميره وأدرك أن جميع تلك الأعمال الإجرامية التي ارتكبت ضد النعمة التي كان الشعب يعيشها سندفع فواتيرها باهظة. إن الإصرار على المكابرة والحقد والكراهية أمور لا يمكن أن تكون في سلوك مسلم مؤمن بالله رب العالمين، بل في نفس شريرة لا تعرف معنى للدين أو الأخلاق ولا تقيم وزناً للوطنية؛ لذلك ينبغي الحذر من تلك العناصر التي باعت نفسها للشيطان، والعمل من أجل حماية البلاد والعباد من شرورهم والجد كل الجد في سبيل تخليص البلاد والعباد من همجيتهم. إن الاستمرار في الوقوف أمام ركام الأزمة السياسية “العار” يعطي المتأمل بعداً في التفكير.. يمكنه من معرفة ماذا يراد باليمن وأهلها، وعندها سيدرك المتأملون أن الهدف النهائي هو تحويل اليمن إلى خراب؛ لأنها وجوده في خارطة العلاقات الدولية، وعندها فقط سيصحو الضمير المحاصر بالمادة والمغالطة والزيف وسيعود إلى جادة الصواب بإذن الله.