إن الأمن من أكبر النعم التي ينبغي الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها بأي حال من الأحوال، وكنت قد كتبت عن الموضوع كثيراً لنذكّر الناس بأهمية هذه النعمة، وخصوصاً الشباب الذين تربّوا في كنف الوحدة ولم يعانوا كما عانى آباؤهم وأجدادهم في فترات ما قبل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر أو أيام التشطير. قلنا مراراً وتكرارا: إن نعمة الأمن من أعظم النعم التي ينبغي على الإنسان الحفاظ عليها، على اعتبار أن الأمن بوابة الرزق؛ لأن الآمن في وطنه سيكون قادراً على البحث عن مصادر رزقه، وعجلة التنمية قادرة على الحركة والإنتاج. إن الأزمة السياسية التي فقد فيها المواطن الأمن والأمان، وضاق ذرعاً بآثارها الكارثية، وأدرك الناس مكانة أهمية الأمن من خلال تلك المعاناة الشاقة التي عاشها المواطنون في الأزمة السياسية. ولعل تلك الأزمة السياسية بكل تداعياتها السلبية قد بصّرت الشباب بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية هذه النعمة وعدم التفريط فيها، الأمر الذي يدفعهم إلى المزيد من التلاحم الوطني من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والشتات. إن الأمن من أخطر أنواع النعم إذا سلب من الإنسان فلم يعد للحياة طعم على الإطلاق؛ لأن الدنيا تضيق أمام فاقد الأمن، ولذلك ينبغي العودة إلى جادة الصواب والعمل على حماية نعمة الأمن والاستقرار. وعلى الشباب أن يدركوا أن الحياة الآمنة والمستقرة لا يمكن أن تقدّر بثمن ويكفي شحناء وبغضاء وعنف؛ لأن الوطن يتسع للجميع. إن شباب اليوم أمام مسؤوليات وطنية ودينية وإنسانية كبرى، ينبغي القيام بأمانة المسؤولية خير قيام، ولا يجوز المكابرة والنفور على النعمة والغليان من أجل الفتنة. لقد جرب اليمنيون خلال الأزمة السياسية مرارة فقدان الأمن، وبات من الواجب عليهم حماية هذه النعمة باصطفافهم الوطني الواسع لصون اليمن وأمنه واستقراره ووحدته بإذن الله.