أمام اليمنيين مهام كبيرة ينبغي إنجازها عقب الانتخابات الرئاسية المبكرة, ومن أبرز تلك المهام الحوار الجاد الذي ينهي آثار الأزمة السياسية التي عصفت بحياتهم ووصلت مآسيها إلى كل بيت يمني, ولأن الحوار وسيلة الإنسان لفهم أخيه الإنسان فلا بد من الإيمان بقيمه وآدابه وأساليب إدارته من أجل الوصول إلى كلمة سواء. أما الحكومة التوافقية فإلى جانب الإعداد والتهيئة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل فإنها أمام مسئوليات شديدة الحساسية والعاجلة ومن أهمها سرعة معالجة أسعار الديزل والغاز والبترول والكهرباء والماء كون هذه الخدمات ضرورية لحياة المواطنين, ولايجوز تأخير هذه المعالجات على الإطلاق, لأن المواطن قد صبر كثيراً على العبث الذي حدث لهذه الخدمات لمدة أكثر من عام, وشعر بتنغيص حياته اليومية وتقطعت بالبعض سبل البحث عن مصادر رزقه. إن حكومة الوفاق الوطني معنية بضبط الأمن وتأمين الطرقات وعدم التهاون مع من يحاول إعاقة الحياة أو تدمير الخدمات العامة, ولذلك فإن المرحلة تحتاج إلى إجراءات عملية لمعالجة هذه القضايا التي ينتظر المواطن انفراجها في أقرب وقت ممكن كون المواطن قد عانى كثيراً من الأزمة وآثارها الكارثية التي أثقلت كاهل الجميع. لقد رسم اليمنيون صورة حضارية وإنسانية في يوم 21 فبراير ووصل اليمنيون إلى التغيير السلمي الذي عبر عن المستوى الحضاري والإنساني الذي وصل إليه اليمنيون ووضعوا الحكومة أمام المهام والمسئوليات الوطنية الكبرى التي ينبغي عليها إنجازها واتخاذ الخطوات الكفيلة بمعالجة احتياجات المواطن. إن المرحلة المقبلة من الحياة السياسية تحتاج إلى الشعور بالمسئولية وإعطائها حقها من الفعل الذي يحقق الخير العام ويجنب البلاد والعباد المتاعب ويصون الحياة العامة ويعزز الوحدة الوطنية ويفرض هيبة الدولة وسيادة الدستور على الكافة دون استثناء لتعود الحياة إلى حالتها الطبيعية بإذن الله.