يرى الناس أن الهم اليومي الذي يقلق حياتهم ويمنع تحركاتهم باتجاه البحث عن سبل العيش الكريم ، هو الحالة الأمنية والمظاهر المسلحة والثورات التي يخلقها البعض من خلال الإصرار والعناد الذي أرهق الشعب وأذاق المواطن ويلات العذاب ، ويعد المواطن هذا الهم من أعظم أولويات الحكومة خلال هذه الفترة لأن إعادة تثبيت الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة وسلطان الدستور والقانون على الكافة من أقدس الواجبات ، ويرى المواطن العادي أن حكومة الوفاق الوطني لابد أن تتخذ خطوات جريئة لتحقيق هذا الواجب الديني والوطني والإنساني . إن حكومة الوفاق الوطني حظيت بشكل كلي بتحقيق واجب الأمن والاستقرار وأي تقصير في هذا الاتجاه تتحمله الحكومة ، ولذلك ينبغي الوفاء بهذا الفرض الإلزامي التي لاتستقيم الحياة بدونه ، والواقع أن حكومة الوفاق الوطني أمامها فرصة تاريخية لصناعة صفحة تاريخية مضيئة تتميز فيها هذه الحكومة وتسجل إنجازاً يحسب للوطن وحكومة الوفاق الوطني ، ولذلك ينبغي استغلال الوقت واستثماره في تحقيق هذه الفرض ، لأن تحقيقه بالشكل الذي يرضي المواطن ويؤمن حياته ومصادر رزقه سيكون البرهان العملي على وفاء هذه الحكومة وصدق إخلاصها لله ثم للوطن والثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر والوحدة وعلامة فارقة في تاريخها . لايشعر بمعاناة المواطنين وأنينهم إلا من يخرج إلى سوق العمل والشارع بشكل عام ليجد في ذلك الخروج توق الناس كافة إلى فرض هيبة الدولة وسلطان الدستور والقانون على الجميع دون استثناء ، أما الذين يقبعون في أماكن معينة يتباهون بالوهم ويطلقون الشعارات الزائفة وينسجون خيوط الحقد والكراهية ويثيرون الفتنة ويذكون أورها فإن أولئك لايهمهم وطن ولا أمن ولا استقرار ولايهمهم عناء المواطن ولا يقلقهم أنين الناس وشكواهم ، لأن همهم مصالحهم وتحقيق رغباتهم غير المشروعة لأن أمثال هؤلاء مصابون بجنون العظمة ويشعرون بالكبر ويستصغرون الناس ويحتقرون إرادتهم التواقة إلى الأمن والأمان ، ولذلك أكرر القول بأن حكومة الوفاق الوطني ينبغي أن تنحاز كلية إلى تحقيق هموم المواطنين ومعالجة قضاياهم من أجل تحقيق الخير العام والسلام الاجتماعي بإذن الله .