يكفي عبثاً بعقول الناس وينبغي الانطلاق نحو آفاق المستقبل ، ولايجوز الاستمرار في مربع المكايدة والمقامرة السياسية ، لأن الشرفاء من أبناء اليمن قدموا الغالي والنفيس من أجل اليمن وأمنها واستقرارها والحفاظ على الشرعية الدستورية وحماية التجربة الديمقراطية التي مكنت الشعب من امتلاك السلطة وممارستها من خلال الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية. إن التجربة الديمقراطية التي عاشتها اليمن منذ السابع عشر من يوليو 1978م قد مكنت الشعب من حقه في امتلاك السلطة كونه مصدرها ، لذلك ينبغي عدم المكابرة والمكايدة والعمل بروح وطنية مسئولة على تحديث وتطوير التجربة، لكي نظيف رصيداً جديداً يسجله التاريخ، أما محاولة طمس معالم التجربة والتنكر للآخرين والإصرار على تدمير الحياة والتمترس خلف الفكر العدمي ، فإنه لن يقدم لليمن غير التخلف وتعميم الكراهية والحقد . إن الرجال العظماء هم الذين يضيفون المفيد والنافع لبلادهم ، ولعل الرئيس علي عبدالله صالح قد أضاف الكثير الذي نفاخر به ونسجله لتأريخه السياسي المشرف، فما يمكن أن يضيفه الآخرون يسجل لهم في تاريخهم السياسي القادم ، هو الإضافة النافعة التي تعمل على تحديث وتطوير التجربة الديمقراطية وتستفيد من الإيجابي وتتجاوز السلبي وتعمل على تصحيحه ، ولن يكون ذلك إلا من خلال الفعل الوطني الذي ينطلق من الإرادة الكلية للشعب ، وعدم الالتفات إلى الخلف والمضي إلى الأمام بعزيمة وثبات تتحلى بها الأفعال الوطنية التي تجسد الاعتزاز بالوطن . إن المرحلة المقبلة من العمل السياسي الوطني تحتاج إلى عمليات جراحية قوية لفرض هيبة الدولة وبسط سلطانها من خلال إنفاذ الدستور والقانون على الجميع، لأن فرض هيبة الدولة هو البداية العملية لإضافة جديدة ترسخ مفاهيم الدولة المدنية القوية القادرة ، ولذلك فإن الواجب يحتم على الكافة الوقوف مع حكومة الوفاق الوطني من أجل إنهاء المظاهر المسلحة والتقطعات التي أساءت كثيراً إلى حياة اليمنيين وشلت حركة الحياة الاجتماعية ، والفرصة مهيأة لفرض سلطان الدولة تلبية للإرادة الكلية للشعب من أجل يمن خالٍ من كل الشوائب بإذن الله .