التركيز على المهام الوطنية والعمل على إنجازها بات اليوم المحك العملي الذي يريده المواطن من كل القوى السياسية, ولم يعد يقبل المواطن الأعذار, والتلكؤ والمماطلة أو التسويف الذي تفتعله بعض القوى السياسية التي تعودت على المكايدة والمكابرة, ولذلك فإن الفعل الوطني المطلوب خلال هذه الفترة هو الإنجاز الذي يحقق آمال وتطلعات الناس, وهذا ما ينبغي على الأحزاب والتنظيمات السياسية إدراكه وعدم التملص من إنجازه على أرض الواقع من أجل أن تبني جسور الثقة بين المواطن والقوى السياسية. إن الرؤى الوطنية الواضحة هي التي تستوعب الإرادة الكلية للشعب وتحافظ على كيان الدولة اليمنية القوية وتصون السيادة الوطنية وتعزز بناء القوة وتفرض هيمنة وسيطرة الدستور والقانون على الكافة دون استثناء على الإطلاق, ومن أجل ذلك فإن المواطن اليوم شديد الحرص على معرفة كافة الرؤى التي يعلن عنها الأفراد والأحزاب التي تقترح تقديم رأي إلى مؤتمر الحوار الوطني يتعلق برسم ملامح مستقبل اليمن, وجميع تلك الرؤى تحت مجهر الشعب, ونحن على يقين أن درجة الوعي التي وصل إليها الشعب قادرة على تمكينه من معرفة الأنفع لمستقبل اليمن وتجعله قادراً على فهم القوى الوطنية التي تسعى للحفاظ على وحدة الأرض والإنسان والدولة. إن الرؤى التي يكتنفها الغموض أو التي تحتوي على ما يضعف الوحدة الوطنية أو يقلل من أهمية تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية أو تضعف مبدأ فرض سيادة الدستور والقانون على الكافة أو تميل إلى رقعة جغرافية دون غيرها من الجغرافيا لليمن الواحد والموحد أو تميل إلى فئة بعينها من المكونات البشرية للجمهورية اليمنية سوف تكون وصمة عار في جبين من يتبناها أو يساندها أو يوافق عليها. إن الحوار الوطني الشامل سيقف أمام كل الرؤى وسيعكف المتقدمون للحوار الوطني على دراسة وتغليب تلك الرؤى المقترحة ويعملون على بلورة الرؤية الكلية التي تضمن وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة وتفرض هيبة وسلطان الدولة وسيادة الدستور والقانون على الكافة دون استثناء وهنا ينبغي التروي وعدم التسرع ومناقشة أصحاب الرؤى وعدم القفز على الواقع وأخذ المفيد المقنع من كل رؤية وتجميع المفيد النافع ووضعه في رؤية واحدة ترسم ملامح مستقبل أجيال اليمن بأمانة ومسئولية ليكون للجميع شرف الإسهام في بناء القوة القومية للجمهورية اليمنية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك