أظهرت الكثير من القوى السياسية في الفترة الأخيرة حساً كبيراً بأهمية الحوار الوطني الشامل، وبقي على تلك القوى التي مازالت تتمترس خلف الأوهام أن تثبت أنها تحمل قضية وطنية، وأن قدسية الوحدة الوطنية وسلامة السيادة اليمنية أقوى في فكرها الاستراتيجي من أية مغريات، وأن تتجه نحو الحوار الوطني لتطرح ما لديها من الهموم والتطلعات التي تساعد على بناء الوطن الواحد. إن الحوار الوطني هو المحك العملي الذي سيتعرف المواطن من خلاله من الذين لديهم قضايا تهم الوطن، ومن الذين يزايدون باسم القضايا الوطنية، ولذلك على كافة القوى السياسية أن تدرك اليوم أنها أمام الفرصة الوطنية الكبرى التي تستطيع القوى التي خلقت حاجزاً وهمياً بينها وبين الشعب أن تكسر هذا الحاجز؛ من خلال حوارها الذي يعكس هموم وتطلعات الشعب، ويعزز الوحدة الوطنية، ويمضي صوب إعادة تجميع عناصر بناء القوى القومية للجمهورية اليمنية بروح الوطن الواحد. إن الحوار الجاد هو الذي يثمر قوة وطنية تؤسس لإعادة بناء اليمن الجديد، ولذلك على القوى السياسية بكل أطيافها وألوانها أن تدرك أن هذه الفرصة هي البوابة الوطنية الكبرى التي تعلن منها القوى السياسية تصالحها مع نفسها ثم مع الوطن؛ لتمد جسور الثقة والتواصل، بعيداً عن الحقد والكراهية والشطط الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن الذين يتحينون الفرص للنيل من سيادته وتركيع اليمنيين. إن أمانة المسؤولية تحتم على الكافة الشعور بأهمية الالتزام بثوابت الوطن والدين والإنسانية، من أجل مستقبل اليمن الجديد، وأن يتحمل المتحاورون هذه المسؤولية بجدارة، ويجعلوا من اليمن أولاً وأخيراً في سبيل الوصول إلى الأفضل الذي يعزز بناء الدولة اليمنية الحديثة التي يسود فيها القانون على الجميع دون استثناء لأحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك