المتابعة الحثيثة لمجريات النقاشات المتعلقة بمستقبل اليمن لم تخل من الأمل الفسيح والقول الفصيح، بل زادت خطوة باتجاه الجدية وصفاء النية ونبل المقاصد التي يريدها كل من أسهم في مناقشة قضايا الوطن المطروحة اليوم على طاولة الحوار الوطني، غير أن الذي شدني أكثر هو نقاشات البسطاء من الناس الذين لا يجيدون استخدام المصطلحات المتعلقة بتلك القضايا، وكان الباعث لهم في مناقشاتهم هو الإحساس الفطري بدورهم الوطني الذي ينبغي القيام به كل من موقعه، ولعل بساطة اللغة وحسن المنطق وسلامة النية وقوة الطموح هي السمات التي طغت على البسطاء من الناس في الشارع والمدرسة والمقيل وكل تجمع سكاني، لأن التعبيرات التي يطلقها الناس تجاه بناء الدولة وتجميع عناصر القوة القومية للدولة اليمنية كانت نابعة من أعماق قلوب البسطاء من الناس وللتدليل على ذلك يكفي أن أقول إن لغة البساطة وسلاسة المنطق وقوة الطموح كانت واضحة في إجماع الناس على القول: نريد دولة قوية، وهذا المصطلح له أبعاده الذي ينبغي على المتحاورين الوقوف أمامه بجدية. إن شعور الشارع المفعم بالأمل والطموح في قوة بناء الدولة اليمنية الحديثة يمثل الإرادة الحقيقية للشعب الذي يرى ضرورة تجميع عناصر القوة في يد الدولة من أجل فرض سيادة الدستور والقانون على الكافة دون استثناء لأحد، لأن البسطاء من الناس يدركون أبعاد ذلك، ويقولون لو جمعت عناصر القوة بيد الدولة لتحقق العدل والمساواة وزالت كثير من المعاناة التي يعاني منها المواطن ومنها التسلط الذي يأتي خارج إطار الدستور والقانون والادعاء بالوصاية على الناس وقهر رغبتهم في العيش بسلام. إن الوعي الشعبي بأهمية تجميع عناصر بناء القوة للدولة بات اليوم واضحاً من خلال العديد من المؤشرات الموضوعية لعل من أهمها وأبرزها إجماع الناس في حواراتهم على ضرورة قوة الدولة وفرض هيبتها وسيادة الدستور والقانون وهو من أقوى المؤشرات التي ينبغي أن يكون واضحاً أمام المندوبين للحوار الوطني الشامل لكي يترجموا الإرادة الكلية للشعب من خلال الجد في رسم ملامح المستقبل الأكثر قوة وتطوراً وتوحداً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك