السلوك المنظور للناس الذي ينبغي على الحكومة النظر إليه يومياً هو ملامسة همومهم ومعالجة قضاياهم وتلبية احتياجاتهم الخدمية من الكهرباء والماء والمواصلات والصحة ..الخ والمواطنون ينظرون إلى بسط هيمنة الدولة وفرض سيادة الدستور والقانون على الكافة من أعظم المطالب التي يرون أنها ضرورية ليس للمواطن فحسب بل لبقاء الدولة وديمومتها واستمرارها والمواطن على هذا القدر من الإدراك يرى ان الدولة القادرة على تنفيذ ذلك من خلال الحكومة هي التي تحقق الإرادة الكلية للشعب وتعزز الوحدة الوطنية. إن الحالة الأمنية باتت اليوم الهاجس الذي يقلق المواطن وتقض مضجعه لأن توفر الأمن والاستقرار هو الطريق الذي يفتح كل الأبواب الأخرى أمام المواطن من أجل البحث عن مصادر رزقه والسعي في الأرض من أجل الحصول عليه والمواطن اليوم يرى ان التهديد الذي يلحظه في الحياة الأمنية لا يحقق له القدرة على المشي في الأرض للبحث عن رزقه ولذلك فإن الواجب قول الحق الذي ينبغي ان تدركه حكومة الوفاق الوطني وهو ان القضية الأمنية من أعظم المهام التي ينبغي القيام بها لتأمين سبل الحياة للناس كافة. إن المعاناة اليومية للناس لا يدركها القابعون في الأبراج العاجية ولا يلمسها إلا من يعيش الحياة الواقعية في أوساط الناس ليسمع ويرى تلك المعاناة بشكل واقعي ولذلك ينبغي على كل مسئولي الحكومة ان يكونوا عند مستوى عيش المواطن ليكونوا على بينة من الأمر ويسعوا لإنجاز المهام العاجلة بروح مسئولة. إن الشعور بالمسئولية الدينية والوطنية والإنسانية يحتم على الكافة بذل الجهود اللازمة لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع التوترات الأمنية والعمل على مساعدة المواطن في سبيل البحث عن مصادر رزقه ولا يجوز الانكفاء أو الاحتجاب على الواقع المعاش ولعل الواقع اليوم ادعى إلى الوقوف إلى جانب المواطن من أجل تجاوز المحنة ومعالجة آثار الأزمة السياسية بإذن الله.