رغم وطأة الأزمة السياسية على الناس كافة، إلا أنها لم تنسيهم واجباتهم تجاه الوطن،ولم تمنعهم من التفكير في فعل كل مايمكن أن يسهم في إعادة إعماره،ورغم الحاجة والفاقة التي فرضتها الأزمة على الناس إلا أن ذلك لم يلههم عن التفاعل مع قضايا الوطن والتعبير عن ذلك التفاعل الحضاري والإنساني بكل الوسائل الحضارية والإنسانية التي خلقت انطباعاً لدى العالم وعرفت بالمستوى الحضاري والإنساني لإنسان اليوم في يمن الإيمان والحكمة. لقد أكد الوطنيون الشرفاء الذين جعلوا اليمن أولاً وتخلوا عن المصالح الذاتية من أجل يمن آمن ومستقر وموحد بأنهم دعاة المحبة والسلام وأن مصلحة اليمن أعظم وأكبر من ذواتهم،ولأنهم بذلك الفعل الوطني والإنساني والحضاري قد آثروا الوطن وحموه في حدقات أعينهم جنبوه كل المؤامرات والتحديات فإنهم حفروا لهم مكانة واحتلوا مساحة كبيرة في قلوب اليمنيين كافة في الداخل والخارج. إن الفعل الوطني الذي أنجزه اليمنيون وتجاوزوا به المخطط التدميري ليمن الإيمان والحكمة قد عرف العالم بالمعاني والدلالات الدينية والحضارية والإنسانية لحضارة اليمن التي سبقت الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة،وجعلت من اليمن وأبنائه محط احترام وتقدير العالم،لأن المخطط الذي رسم لليمن كان الهدف منه تمزيق شمل اليمنيين وإزالة مفهوم الدولة اليمنية الواحدة الموحدة من خارطة العلاقات الدولية،ولأن الفعل الوطني والديني والإنساني للحكماء قد تجاوز كل ذلك فإنهم اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لمسئولياتهم تجاه الوطن. إن الوعي بالمسئوليات الوطنية لدى الكافة بات أمراً بالغ الأهمية، ولذلك ينبغي بذل المزيد من الجهد والصبر في سبيل تبصير من غرر بهم من أجل التخلص من الشوائب وآثار التعبئة الفكرية الخاطئة التي خلقت أحقاداً بالغة الخطورة،وهنا ندعو كل من أسهم في التعبئة الخاطئة إلى مراجعة القول والفعل خدمة للدين والوطن بإذن الله..