الحرص على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتطوره هم أبناء الوطن كافة ومن لا يشعر بهذا الهم تنقصه جرعة إيمانية ينبغي عليه العودة إليها ليقوي التصاقه بالوطن واستعداده المطلق لتقديم الغالي والنفيس من اجل قدسية هذا الوفاء والانتماء وعندما نربط الهم الوطني بالإيمان بالله فإن ذلك لا يأتي من فراغ فقد انطلقنا من أن حب الوطن من الإيمان وقد اشرنا إلى ذلك في كثير من المواضيع والكتابات فمن لم يمتزج إيمانه بالله بإيمانه بالوطن فإن لديه خلل عليه البحث عن ذلك الخلل ومعالجته بشكل يجعله في مصاف الإيمان بأن الدفاع عن الوطن دفاع عن العقيدة الإسلامية والتخلي عن الوطن تخل عن العقيدة.كنت قد أشرت في موضوع لي سابق أن البعض من الناس الذين لديهم انتماءات حزبية لا أجد في قليل منهم هذا الحس الذي ينبغي أن يعم الكل وهو الشعور بهموم الوطن ولم ألمس من ذلك القليل سوى الهم الحزبي الذي حرمهم من إعطاء الوطن مساحة اكبر من الحزب في قلوبهم وكانت نصيحتي لهم بأن الوطن أبقى وأعظم وينبغي ان تكون الحزبية وسيلة لخدمة الوطن والخروج من نطاق الاعتقاد من أن الحزبية غاية، لأن الاستمرار في هذا الاعتقاد الخاطئ ليس له من نتائج غير التعبئة الخاطئة التي تفرز الحقد والكراهية والبعد عن الوحدة الوطنية والتنكر للثوابت الدينية والوطنية والإنسانية. إن التركيز على ضرورة الشعور بهم الوطن وتلمس ذلك في كل قول وفعل يعطي أملاً في عودة الفكر إلى مجراه الطبيعي الديني والوطني والإنساني، ويجعل الناس كافة يحلقون في فضاء واحد هو فضاء اليمن الواحد الموحد الذي فيه عزهم ومجدهم وكبريائهم وشموخهم، وعندما تتوحد المشاعر وتتوحد الأفكار والرؤى ينطلق الجميع صوب آفاق المستقبل الأكثر ازدهاراً. إن شبابنا اليوم أمام مرحلة جديدة من الحياة السياسية ينبغي ان تنطلق يوم الثلاثاء 21 فبراير الجاري، ولذلك فإن المطلوب من كافة الشباب الشعور بالمسئولية الوطنية في إعادة إعمار الوطن، ولا يأتي إعادة البناء ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير إلا إذا تجاوز الكل الأحقاد والكراهية وجعلوا عنوانهم اليمن أولاً، فهل يدرك الجميع هذه المعاني والدلالات الدينية والوطنية والإنسانية؟ نأمل ذلك بإذن الله.