سوء التربية وعدم تنمية روح الانتماء للوطن خلفت فساداً في القيم والسلوكيات ، وأحدثت انهياراً في جدار الأخلاق المجتمعية ، وتسببت في خلق الفوضى وعدم الانضباط وانحراف في المبادىء وانجرار خلف التقليد والمحاكاة وعدم التفكير في العواقب ، وولدت جيلاً لايدرك المسئولية الوطنية ولم تكن بينه وبين الماضي صلة ، تلك التربية فصلته تماماً عن عادات وتقاليد وأصالة المجتمع، وفصلته عن الدين والوطن ، وانتزعت منه هويته وسلبت منه حريته ، وفرضت عليه قيوداً تمنعه من الالتزام بالدين وتكرهه في الانتماء إلى الوطن . إن سوء التربية وعدم تنمية روح الانتماء إلى الوطن قد أحدث أثراً بالغاً في الشخصية الوطنية ومحق الاعتزاز بالدين والوطن وأوجد بعضاً من الشباب لايعرف وطناً غير ساحات التخريب ولا يقدر عواقب ذلك الفعل ولا يدرك الأهداف والمعاني لذلك التخريب والتدمير الذي طال حياة كل مواطن ومس سمعة الوطن ، وأساء إلى قداسة التاريخ وخدم العدو، الذي وجد في كل من كان في قلبه مرض من أجل جعله أداة تدمير وتخريب يحركها كيف يشاء وتقوده وسائل إعلام آثمة مأجورة اتخذت من عدائها لليمن وآمنه واستقراره ووحدته هدفاً لها من أجل إرضاء أسيادها الذين وجدوا في القائمين عليها بغيتهم لتنفيذ مخطط التدمير ليس في اليمن ولكن في الوطن العربي كله . إن ماتشهده الساحة اليمنية اليوم من الفوضى والتخريب ليس صناعة يمنية مطلقاً بل صناعة أجنبية لاتعترف بالقيم والثوابت الدينية والوطنية ، بقدر ما تهدف إلى تدمير تلك القيم والاستفادة من أصحاب النزعات الشيطانية والذين في قلوبهم مرض من أجل القضاء على كيان الأمة وتدمير مقدراتها ومنع الاتحاد والتوحد وغرس الكراهية والأحقاد واستبدال قيم التسامح والوئام بالحقد والكره والانتقام . إن القضاء على مخلفات هذه الأزمة الشيطانية يتطلب تضافر الجهود الوطنية كافة في الحكم والمعارضة من أجل إعادة بناء وترميم جدار الثقافة الوطنية وتنمية روح الانتماء إلى الوطن وغرس الشعور بالمسئولية تجاه الوطن ، وتفويت الفرصة على المخططات الخارجية التي أرادت التدمير والقتل ، وهذا ليس عسيراً على كل الشرفاء الذين برهنت الأحداث قوة إيمانهم بالله وعظمة انتمائهم إلى الوطن ولتتحد الجهود من أجل إعادة إعمار الوطن بإذن الله .
