تأخذ المنهجية التربوية أبعاداً متعددة اجتماعية ووطنية ودينية وسياسية..إلخ، وعندما تراعي المنهجية التربوية هذه الأبعاد فإن مخرجاتها تكون على درجة عالية من الوعي والادراك بأهمية الولاء الوطني وقدسية الانتماء، وتكون هذه المخرجات على درجة عالية من الجاهزية للدفاع عن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، بل إن المنهجية التربوية التي تراعي الأبعاد المختلفة لتربية النشء تنتج أجيالاً شديدي الولاء لتراب الوطن بحيث يصبح حب الوطن إيماناً راسخاً في قلوبهم كإيمانهم بالله ولايتصورون حياة بعزة وكرامة في غير وطنهم، فالوطن هو الماء الذي يشربونه والزاد الذي يتزودون به والهواء الذي يستنشقونه والفراش الذي يفترشونه واللحاف الذي يتلحفونه، والأكثر من ذلك كله أن الوطن هو الهوية والانتماء وبدونه لاقيمة لحياة الانسان. إن المنهجية التربوية الناجحة هي التي تنتج أجيالاً يقدسون كل شبر من تراب الوطن ويحرصون على مقدراته ويذودون عن حياضه ويبذلون الغالي والنفيس في سبيله فالوطن عقيدة يقترن الإيمان به مع الإيمان بالإسلام عقيدة وشريعة ويعدون الدفاع عن الوطن دفاعاً عن العقيدة والتخلي عن الوطن تخلّياً عن العقيدة، ويمثلون جداراً فولاذياً يصد أي عدو ويمنع أي فعل إجرامي يمس السيادة الوطنية ولايقبلون بتدنيس الوطن من المأجورين والحاقدين ويرفضون الدنية في حق الوطن ويثورون ضد كل مارق يريد للوطن التمزق والتشرذم ويأبون حياة الذل والمهانة ويتوقون إلى حياة العزة والكرامة في كنف وطن موحد وقوي ولايؤمنون إلا بقوة الوطن الواحد الموحد. تلك إذاً المنهجية التربوية الناجعة، فهل نمتلك هذه المنهجية؟ أم أن هناك خللاً في المنهجية التربوية؟ ولئن أدركنا أن خللاً ما في المنهجية التربوية فلماذا لانبادر إلى معالجة ذلك الخلل وردم الهوة كي لاتتسع ونعيد النظر في المناهج التربوية لنمنع العبث بعقول فلذات الأكباد شباب اليوم رجال المستقبل؟ وليس عيباً أن نعترف بذلك الخلل الذي خلق اللامبالاة والتواكل وقلة الاهتمام بمقدرات الوطن وضعف الاحساس بالمسئولية الوطنية تجاه القضايا السيادية، ولماذا لاتصحو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وتدرك أنها تمارس أعمالاً ضد قدسية التراب الوطني؟ أما آن الأوان لكل ذلك الفعل الوطني الغيور؟ نأمل ذلك بإذن الله.