رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الولاء الوطني.. الضمير الغائب في الأحزاب.. والشباب هم ضحايا الصراعات
نشر في الجمهورية يوم 05 - 03 - 2011

في ظل وضع ومخاض عسير يشهده العالم العربي، فإن الشباب الذين يبحثون عن تغيير للأفضل في حياتهم، لا يجدون الطريق السوي نحو هذا التغيير، في ظل صراعات الأحزاب وتجاذبها لرؤوس الشباب وأفكارهم.. وبرز خلال الأعوام القليلة الماضية حديث واهتمام بالغ بالولاء الوطني وتعزيز مبادئه ومفاهيمه في أوساط المجتمع خصوصاً النشء والشباب..
وتزايدت الأصوات والأنشطة الرامية إلى تعزيز الوعي بأهمية ترسيخ مفاهيم الولاء الوطني في أوساط المجتمع لاسيما الشباب لمواجهة الدعوات المناطقية والطائفية والأزمات المختلفة التي يمر بها اليمن.
وتكمن أهمية الولاء الوطني كما يراه العاملون في الحقل التربوي والتعليمي في كونه مقياساً حقيقياً لحب الوطن والإيثار والتضحية في سبيله وحماية مقدراته والدفاع عن وحدته وأمنه واستقراره وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على كرامته وسيادته.
يقول مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز المقالح: “لا توجد معايير محددة للولاء الوطني, وهي قاعدة فطرية وطبيعية, إذا تخلى المواطن عنها افتقد العنصر الأهم في وجوده على أرضه وتراب أمته”.
ويشير الدكتور المقالح إلى أن ضعف الولاء الوطني في نفوس بعض الشباب لا يؤثر على الوطن بقدر ما يؤثر على أنفسهم ويجعلهم يعيشون في حالة اغتراب عن وطنهم ومواطنيهم.. مبيناً أن الولاء للوطن مرتبط بالولاء لله عز وجل وللقيم الأخلاقية والإنسانية.
ويضيف: “أعتقد أن غالبية أبناء الوطن في المدن والقرى متمسكون بحبهم لوطنهم وولائهم للتراب الذي يعيشون على ظهره وولدوا فيه, وسيحملهم في بطنه حين يأتي الأجل المحتوم”.
معتبراً الولاء الوطني إيماناً داخلياً وممارسة عملية وليس أقوالاً تردد لمناسبة أو أخرى ولا شعارات تطلق في الهواء.
واستغرب مستشار رئيس الجمهورية الأصوات الشاذة التي ينعق بها ضعفاء النفوس وتتردد هذه الأيام وتكاد تحجب حالة الولاء الحقيقي لما يعنيه من تضحيات وتحمل مسؤولية.
مؤكداً أن ترسيخ الولاء والانتماء في نفوس الشباب يبدأ من الأسرة ويتعزز بالمدرسة ويتأكد أكثر في المسجد والجامعة التي تعد الأماكن المؤسسة لمفهوم الولاء الوطني وغرسه في نفوس أجيال الوطن.
أسباب ضعف الولاء الوطني
وعن ضعف الولاء والانتماء الوطني لدى بعض الشباب يؤكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله محمد المجاهد أن التربية الوطنية قاصرة ويفترض وجودها من الحضانة ومراحل التعليم العام حتى الدراسات العليا مع تحديثها واستيعاب إنجازات الثورة والجمهورية وما حققته الوحدة من أهداف.
الخطاب التحريضي
من جهته يؤكد وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم محمد هادي طواف أن ضعف الولاء الوطني في نفوس الشباب والفتيات ناتج عن عدة أسباب منها عدم معرفة البعض بدلالات ومعاني الانتماء وكذا الخطاب التحريضي المتصادم والمتعارض مع تلك القيم لبعض المتشددين والمتطرفين.
الخطاب الحزبي
عميد كلية التربية في محافظة مأرب الدكتور عبدالواسع الحميري يرى أن تخلّي القيادات الحزبية عن تعزيز قيم الولاء الوطني عائد إلى رفع شعارات الاصطفاف الحزبيّ بديلاً عن الاصطفاف الوطني.
ويقول الدكتور الحميري: “إن الانفصام الحاصل اليوم في السّاحة الوطنيّة بين أنماط الوعي الوطنيّ والحزبيّ أو الأيديولوجي ناجم في جزء منه عن عدم قدرة الدّولة على تشكّيل إطار اندماجي واسع يستوعب كل القوى السياسية, ويتجاوز الانتماءات الخصوصية في نسق المواطنة، وعدم تمكّنها من خلال آليّات التنظيم السياسي التعدّدي من استيعاب التنوّع الأيديولوجي وإدارته بصورة مقنعة للجميع”.
تقنيات العصر والعولمة
وترى المديرة التنفيذية لجمعية الأسرة الاجتماعية “فاد” الدكتورة شادية الحبيشي أن غياب الاهتمام بقيم الولاء للوطن يعود إلى عدة عوامل منها الانفتاح على العالم الآخر من خلال القنوات الفضائية والانترنت التي أدت إلى قضاء ساعات طويلة أمام التلفاز وسبب فجوة بين الشباب والقضايا المجتمعية فضلاً عن البعد عن الواقع وضعف التواصل الأسري.
الوضع الاقتصادي
وقالت الدكتورة الحبيشي إن من أسباب ذلك تدني الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة وخصوصاً بين الشباب الأمر الذي أدى إلى الاتجاه نحو تحقيق مصالح شخصية بعيداً عن الأخلاق الوطنية، واتجاه الشباب إلى الهجرة دون النظر لما سيقدمه لوطنه.
في حين تقول الشابة بشرى عبدالوهاب: “إن ضعف الولاء والانتماء الوطني لدى الشباب والفتيات ناتج عن مشاكل عدة أبرزها الفقر والبطالة وسوء الحالة الاقتصادية التي يعيشها بعض الشباب”.
بينما يشير الشاب سعد دحان الذي ترك التعليم مبكراً ويعمل بائعاً للفل أمام بوابة جامعة صنعاء إلى أن ضعف الولاء الوطني في نفوس الشباب ناتج عن حالة اليأس والإحباط التي يعيشها الكثيرون لأسباب الفقر والبطالة.
ويتفق معه الشاب ناجي الحرازي طالب بكلية التجارة جامعة صنعاء، ويضيف: “ما يعيشه الشباب من فقر وبطالة وظروف اقتصادية صعبة حتماً يساعد في الهروب منها إلى شبح الانتحار والتطرف”.
وأرجعت الشابة أمل انحراف بعض الشباب إلى التطرف والغلو والتخلي عن ولائهم وانتمائهم لأوطانهم، لثقافة الكراهية التي غرسها ضعفاء النفوس في أوساطهم وكذا حالة الفقر الصعبة التي يعيشون فيها.
الخطاب الديني
وتقول الدكتورة الحبيشي: “من أسباب ضعف الولاء الوطني ضعف دور خطباء المساجد في تعزيز قيم الولاء والتفسير الخاطىء للدين من قبل البعض”.
في حين ترى الشابة أمل عبدالله من جامعة عدن أن ضعف الولاء في نفوس الشباب والفتيات نابع من ضعف الوازع الديني باعتبار أن حب الأوطان من الإيمان.
وتعتبر الشابة بشرى عبدالوهاب: “إن انحراف الشباب إلى التطرف والغلو لا يأتي من فراغ وإنما لضعف الوازع الديني والجهل بتعاليم الإسلام في أوساطهم، ما يشكل تحدياً أمام الحكومة والجهات المختصة لحمايتهم من الأفكار الضالة والمتطرفة”.
قصور في دور الأسرة والمدرسة
ويشير أستاذ اللغة العربية بمدرسة الحمزة في أمانة العاصمة عبده البعداني إلى جوانب القصور من قبل الأسرة والمدرسة في تعليم الأجيال حب الوطن والولاء له وغرس ثقافة الانتماء لوطنهم الذي نشأوا فيه وترعرعوا في ظله.
مبيناً أن تدريس الطلاب والطالبات مادة التربية الوطنية كانت تتم بطرق تقليدية ما شكل عائقاً أمامهم لاستيعاب مخرجات التربية الوطنية بأسلوب حديث يتناسب مع أفكارهم.
وتقول الدكتورة شادية الحبيشي: “إن من أسباب ضعف الولاء الوطني ضعف دور وزارة التربية والتعليم في تعزيز الولاء الوطني لدى الطلاب, حيث أصبحت العملية التعليمية مرتبطة بالمنهج المدرسي فقط دون ربطه بالقيم والأخلاق, وبات هم المعلم اليمني هو إكمال المنهج المدرسي بأية طريقة”.
ويؤكد مدير مدرسة الفجر الجديد بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة عبدالملك حنظل وجود تقصير من قبل وزارة التربية والتعليم في تفعيل الجانب التوعوي في هذا المجال واكتفائها بما هو موجود في المناهج الدراسية.
مشيداً في الوقت ذاته بتعاون الشخصيات الاجتماعية في المديرية مع المدرسة لدعمهم الأنشطة في هذا المجال أبرزها الرحلات التعريفية لعدد من المعالم التاريخية والمحافظات.
فيما أجمع عدد من الطلاب والطالبات في الجامعات على وجود قصور في طرق غرس قيم الولاء الوطني داخل الجامعات، حيث تخلو مناهج وأنشطة الجامعة من مواضيع تعزيز قيم الولاء الوطني.
وقال هؤلاء إن من أسباب غياب الولاء داخل الجامعات ضعف دور فروع اتحاد الطلاب داخل الكليات والتي أصبحت تقوم بأنشطة واجتماعات حزبية فقط.
ويشير الأستاذ المدرسي علي محمد الأحمدي إلى غياب دور وزارة التربية والتعليم في تفعيل الولاء الوطني في أوساط الطلاب في المدارس وعدم وجود تنسيق بين وزارة التربية ووزارة الأوقاف في إقامة الندوات واللقاءات والمسابقات الثقافية بين طلاب المدارس.
ظلال قاتمة
ويقول الدكتور عبدالعزيز المقالح: إن ضعف الولاء الوطني في نفوس بعض الشباب لا يؤثر على الوطن بقدر ما يؤثر على أنفسهم ويجعلهم يعيشون في حالة اغتراب عن وطنهم ومواطنيهم.. مؤكداً أن الولاء للوطن مرتبط بالولاء لله عز وجل وللقيم الأخلاقية والإنسانية.
ويقول عضو مجلس الشورى عبدالله المجاهد: “هناك ضعف بالولاء والانتماء الوطني لدى الشباب وما هو حاصل من انحراف لدى البعض في العمليات الإرهابية والتفجيرية وزعزعة أمن واستقرار الوطن خير دليل على ذلك”.
بين اصطفافين
وعمّا إذا كان الولاء الوطني مجرد شعارات دون ممارسات, وهل تخلّت القيادات الحزبية بمختلف انتماءاتها عن تعزيز قيم الولاء الوطني، يقول عميد كلية التربية بمأرب الدكتور عبدالواسع الحميري: “إن المتأمل لواقع القوى السياسيّة المتصارعة في السّاحة الوطنيّة اليوم يدرك أنّ موضوع الولاء الوطنيّ أصبح بالفعل مجرّد شعار ترفعه تلك القوى والأحزاب دون أن يكون له أيّ حضور فعلي أو حقيقي في حياتها أو على صعيد سلوكها وممارساتها السياسيّة”.
ويعلل الدكتور الحميري ذلك بجملة من الأسباب أهمّها ضعف الحس الوطني عند هذه القوى السياسية التي جعلت انتماءها الحزبيّ بديلاً عن انتمائها الوطنيّ, فأصبحت تغلّب في سلوكها وممارساتها الوازع الحزبيّ على الوازع الوطنيّ, وأخذت ترفع عند كلّ نائبة تحلّ بالوطن شعار الاصطفاف الحزبي, بدلاً من رفع شعار الاصطفاف الوطني, فخلطت بين ثوابت الوطن ومتغيّرات أحزابها, على حد قوله.
شعارات دون ممارسات
ويعتبر وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم محمد هادي طواف مسألة الولاء والانتماء ممارسة وتطبيقاً وليس شعارات ترددها بعض المنظمات التي أنشئت تحت يافطة الولاء والانتماء والتي تطالب الوزارة بإصدار تصاريح ليتسنى لها العمل تحت هذا المسمى.
وبخصوص تخلي بعض الأفراد عن ولائهم وانتمائهم الوطني يقول الوكيل طواف: “إن الدعوات الشاذة للمتمردين في صعدة وما يسمى بالحراك في بعض المحافظات الجنوبية لها أبعاد سياسية ليس إلا”.
مؤكداً أن تلك الدعوات ممقوتة وترتكز على مبدأ عنصري وتمثل امتداداً للإمامة والعناصر الانفصالية اللتين دُحرتا بوعي أبناء الوطن وصمودهم.
ويرى مدير الوعظ والإرشاد في مكتب الأوقاف والإرشاد بأمانة العاصمة فضيلة الشيخ جبري ابراهيم حسن أن شعارات الولاء والانتماء الوطني التي ترفعها بعض المنظمات في الشوارع والساحات ليس لها تأثير قوي بقدر تأثير المواقف والأفعال الرامية لتعميق الولاء الوطني والحفاظ على العقيدة وحراسة الفضيلة.
معالجات
وحول سبل تعزيز الولاء الوطني بين أفراد المجتمع خصوصاً النشء والشباب يؤكد الدكتور عبدالعزيز المقالح: إن ترسيخ الولاء والانتماء في نفوس الشباب يبدأ من الأسرة ويتعزز بالمدرسة ويتأكد أكثر في المسجد والجامعة التي تعد الأماكن المؤسسة لمفهوم الولاء الوطني وغرسه في نفوس أجيال الوطن.
المدارس والجامعات
ويقول مدرس اللغة العربية في مدرسة الحمزة عبده البعداني: “إن معاني حب الوطن لدى النشء تتجذر عبر بوابة التعليم التي تمثل نواة أساسية لبناء جيل واعٍ متسلح بالعلم والمعرفة, مع الأخذ في الاعتبار إعادة صياغة مادة التربية الوطنية بمناهج التعليم بما يعزز ثقافة الولاء في أوساطهم والقضاء على الأمية والجهل”.
ويؤكد أن مناهج التعليم العام والعالي بحاجة إلى زيادة جرعات مفاهيم الولاء والانتماء بما يساعد الطلاب في استيعاب مخرجاتها العلمية والعملية.
وتؤكد الشابة أمل عبدالله من جامعة عدن أن شباب الوطن اليوم بحاجة ماسة إلى توعية حقيقية بقيم الولاء والانتماء عبر مناهج التعليم والأنشطة التوعوية والتثقيفية المعززة لحب الوطن وترابه ووحدته وحماية مكتسباته.
ويشير المجاهد إلى أن مخلفات الإمامة لاتزال موجودة وعلى الحكومة والمؤسسات التعليمية التنبه لذلك.
وأضاف: “مناهج التعليم بحاجة إلى زيادة المفاهيم الوطنية في المناهج الدراسية، وهناك بعض التقصير في تدريس تلك المفاهيم بما يعكس الإدراك الواعي لأهمية زيادة جرعة هذه المفاهيم، لتحقيق أهداف التعليم العام، وإعداد جيل لديه ولاء وانتماء للوطن.
فيما أكدت عضوة هيئة التدريس في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتورة أحلام الكامل أهمية دور المعلمين في المدارس والجامعات في العمل على ترسيخ مفاهيم الولاء الوطني باعتبارهم اللبنة الأساسية في بناء جيل محب لوطنه مدافع عنه.
ودعت أساتذة الجامعات الحكومية والأهلية والمعلمين للسعي إلى تثبيت المعاني السامية للوطن في عقول وقلوب طلابهم.. من جهتها مديرة مدرسة رابعة العدوية للبنات في أمانة العاصمة الأستاذة فاطمة الزهيري أشارت إلى الأنشطة العديدة التي تنفذها المدرسة بهدف تعزيز الولاء الوطني.
وأوضحت أن الطالبات نفذن عدداً من ورش العمل حول الولاء الوطني كتعبير عن حبهن للوطن وغيرها من الأنشطة التي تصب في هذا الاتجاه كاستضافة العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والتربوية.
ولفتت الزهيري إلى أن طالبة المرحلة الثانوية غدير الصنوي قامت بكتابة قصيدة شعرية عن حب الوطن بدمها كتعبير منها عن حبها للوطن.
ويؤكد مدير مدرسة الفجر الجديد بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة عبدالملك حنظل أن المدرسة تنفذ أنشطة توعوية تهدف إلى ترسيخ الولاء للوطن كتكليف جميع الطلاب والطالبات بإعداد بحوث مصغرة عن الوحدة اليمنية وما تعني الوحدة وكيفية المحافظة عليها وتكريم أفضل بحث يقدم بجوائز تشجيعية، بالإضافة إلى ترديد النشيد الوطني وحفظه من الصفوف الأولى.
أستاذة اللغة العربية إيمان الشجاع أكدت من جانبها أن دور وزارة التربية والتعليم ضعيف في ترسيخ الولاء والوطني داخل مدارس الجمهورية.
وأشارت الشجاع إلى أن من أهم السبل الكفيلة لتعزيز الولاء الوطني قيام وزارة التربية والتعليم بإعداد استراتيجية خاصة وتنفيذها في المدارس وعقد دورات تأهيلية لمدراء المدارس والمعلمين في كيفية غرس المبادىء الوطنية لدى الطلاب والطالبات.. وشددت على ضرورة ان تركز الاستراتيجية على إقامة العديد من المحاضرات التوعوية والمسابقات الثقافية بين المدارس والرحلات التعريفية لمختلف مناطق الجمهورية، وإقامة المعسكرات الشبابية، بالإضافة إلى تشجيع المبدعين الشباب والشابات داخل المدارس.
فيما يشدد الأستاذ المدرسي علي محمد الأحمدي على أن دور المعلم هو تعليم الطلاب والطالبات على القيم والمبادىء الأخلاقية الإسلامية والولاء لله أولاً ثم للوطن خصوصاً في الصفوف الأولى باعتبارها أهم مراحل التعليم.
ويرى الأحمدي ان أهم وسيلة هي استحضار دروس التاريخ ومواقف الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن وتنظيم الندوات الدينية والتوعوية في هذا المجال.
ولفت طواف إلى أن وزارته نفذت مؤخراً ندوة تقييمية لمعاني الولاء والانتماء بمناهج التعليم، خلصت إلى توصيات تخدم هذه القيم وسيتم العمل بها وتنفيذ بنودها لما من شأنه إعادة صياغة مادة التربية الوطنية.
وحول كيفية غرس الولاء الوطني في نفوس الأجيال قال طواف إن وزارته تنمّي الوعي بحب الوطن لدى الأجيال كل يوم عبر الطابور الصباحي والنشيد الوطني وتحية العلم إضافة إلى حصص توعوية يقدمها المعلمون عن المنجزات والمكاسب التي تحققت للوطن.
وحث طواف السلطات المحلية والمنظمات المدنية على تضافر الجهود وحماية النظام التربوي من الاختراقات المتطرفة التي ينشر سمومها البعض والابتعاد عن تراشق الاتهامات والاتجاه لإصلاح الخلل في مجال التعليم.
محاربة البطالة
الشابة بشرى عبدالوهاب طالبت الحكومة وتحديداً وزارة الشباب بتفعيل بنود الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب واستيعاب مخرجاتها في توفير فرص عمل لخريجي الجامعات وتعزيز مضامين التربية الوطنية بمدارس التعليم الأساسي.
ويؤكد الشاب سعد دحان ضرورة إيجاد بدائل تسهم في استيعاب الشباب في ميدان العمل، بما يمكنهم من الخروج من دائرة الضغط النفسي.
وتؤكد الشابة أمل من عدن ضرورة تضافر جهود العلماء وخطباء المساجد ووسائل الإعلام واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم لحماية الشباب من الأفكار الضالة والمنحرفة.
واعتبر أنّها بهذا الصّنيع تخدم أعداء الوطن، وتسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تفتيت وحدة الصّف الوطنيّ وتصديع وحدة الوطن.
دور الأسرة والمجتمع
المديرة التنفيذية لجمعية الأسرة الاجتماعية “فاد” الدكتورة شادية الحبيشي اعتبرت الولاء الوطني عاملاً هاماً في إيجاد نهضة وتنمية مجتمعية.. ونوهت بأهمية تعميق الولاء الوطني من خلال القنوات التلفزيونية الوطنية التي أصبحت روتينية وغير متجددة وتفتقد إلى عوامل الجذب والتشويق والبرامج الهادفة التي تكرس الولاء الوطني من خلال وسائل عدة كاستعراض سيرة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الوطن واستقلاليته والمسلسلات التلفزيونية والأفلام والأناشيد الوطنية.
وأكدت المديرة التنفيذية لجمعية الأسرة الاجتماعية أن تعزيز الولاء الوطني يأتي من خلال عدة أنشطة كالأنشطة المدرسية المتنوعة والأناشيد الوطنية التي تعزز الولاء للوطن، والاحتفال بالأعياد الوطنية في المدارس ومن خلال البرامج الدينية، وتوعية المدرسين وأولياء الأمور بأهمية غرس قيم الولاء الوطني في نفوس الأطفال والشباب.
وأكدت الشجاع أهمية دور اللجنة الوطنية للمرأة في هذا المضمار من خلال تنظيم دورات تدريبية للأمهات في كيفية غرس الولاء الوطني وتربية الأطفال.
دور المساجد
وقال طواف: “لابد أن تكون المساجد منبراً لتبصير المجتمع والشباب بمخاطر الإرهاب والتطرف وتعريفهم بقيم الدين ووسطيته واعتداله وتنوير أفكارهم بمعتقدات نابعة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام”.
وحمّل الأسرة والمجتمع مسؤولية تحول بعض أبنائها إلى متطرفين دينياً ومتشددين عقائدياً وانتحاريين باعتبار أن الأسرة تمثل اللبنة الأولى في تربية الأجيال ومتابعتهم المستمرة في التعليم والسلوك.
ودعا الشيخ جبري أصحاب المصالح الضيقة والمغرر بهم داخل الوطن وخارجه إلى تغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الذاتية والشخصية وأن مصلحة الشعب بكامله أولى من مصلحة فرد أو جماعة.
وتساءل: هل يفكر الشباب المغرر بهم ومن يدعون إلى الفرقة والاختلاف لمصلحة من يفجرون, ولحساب من يهدرون الدماء, ومن أجل من تسقط الأرواح البريئة، والإسلام حرم الدماء والأعراض والأموال, قال عليه الصلاة والسلام: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله”.
من جانبه قال مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف في أمانة العاصمة فضيلة الشيخ جبري ابراهيم حسن: “إن الولاء جزء من الإيمان وهو عقيدة الدين الإسلامي، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخرجه كفار مكة منها: “والله إنك لأحب البلاد إليّ”.
وذكّر جبري بقول الله تعالى عن اليمن في كتابه العزيز: “بلدة طيبة ورب غفور” وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأشار إلى أن ترسيخ قيم الولاء والانتماء في نفوس الأجيال يأتي عبر التوعية المستمرة بحب الوطن وترابه وعزته باعتبار ذلك من واجبات الإيمان.
داعياً وزارة التربية والتعليم إلى تركيز اهتمامها بمناهج التعليم النابعة من كتاب الله وسنة رسوله وتعريف الأجيال المقبلة بأوضاع الإمامة والتشطير سابقاً والظروف التي مر بها.
وأضاف: “ينبغي على الشباب أن يعرفوا ان دعوات التكفير والتفجير والفرقة والعنصرية التي ينادي بها ضعفاء النفوس إنما تخدم الأعداء الذين يتربصون بوحدة هذا الوطن وأمنه واستقراره”.. وطالب بتسخير إمكانيات الدولة في تعزيز الهوية الوطنية عبر التجمعات الشبابية والأندية الرياضية والوسائل الإعلامية لما لها من تأثير كبير.
ودعا هؤلاء الطلاب والطالبات من الجامعات إلى إبعاد الجامعات والمدارس عن الحزبية وتنفيذ دراسات ميدانية عن الواقع الراهن في الجامعات وعن كيفية غرس الولاء الوطني لدى طلاب الجامعة وتوفير كتب تركز على قيم الولاء الوطني وتوزيعها في مكاتب الكليات، بالإضافة إلى تفعيل دور عمداء الكليات في هذا الجانب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.