المأزومون وضعفاء النفوس وحدهم من يتشبثون بالانتماءات المناطقية والولاءات الضيقة كونهم لايفكرون إلا بمصالحهم الشخصية ضاربين بمصلحة الوطن العليا عرض الحائط وهذا يتجلى واضحاً من خلال تلك الدعوات والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن في الوقت الراهن. ولمواجهة تلك الأصوات النشاز والأفكار الظلامية لابد من العمل على تعزيز وترسيخ الولاء الوطني في نفوس الشباب والنشء وهذا لن يتأتى إلا من خلال التعليم كون المؤسسة التعليمية هي المسؤولة الأولى عن تنشئة الأجيال وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم.. فكيف تؤدي هذه المؤسسة دورها في تعزيز وترسيخ هذا المفهوم في نفوس منتسبيها..؟ وسائل متعددة فاطمة أحمد رسام..مدير مدرسة الشهيدة نعمة رسام للبنات تحدثت عن كيفية تعزيز وترسيخ الولاء الوطني في نفوس الشباب والنشء قائلة: الولاء الوطني شعور الفرد القوي بالانتماء للوطن وللعقيدة وللقومية وهذا الشعور يستوجب تنميته والاهتمام به عبر التشريعات والمناهج الدراسية والإصدارات الإعلامية وكذلك عن طريق عقد الندوات والورش المختلفة التي تجسد مفاهيم الولاء الوطني وتعمل على التوعية في احترام النظام والقانون والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والدفاع عن الوطن ومكتسباته وأهداف الثورة ووحدته ونسيجه الاجتماعي واحترام العادات والتقاليد الحسنة والقيم العالية والمبادئ العامة. المناهج الدراسية وحصص الأنشطة وعن دور المدرسة في ترسيخ هذا المفهوم تقول فاطمة: للمدرسة دور كبير في ترسيخ مفهوم الولاء الوطني وذلك من خلال المناهج الدراسية وحصص الأنشطة المدرسية الصيفية وأيضاً من خلال الطابور المدرسي عبر النشيد الوطني وتحية العلم الصباحية والمشاركة في المناسبات الوطنية واحترام كل مبادئ وقوانين العلم والمعرفة. وتعمل المدرسة كذلك على تنمية كل هذه المفاهيم من خلال التنشئة الاجتماعية وغرس القيم والمفاهيم بكل أنواعها المختلفة وعلى رأس ذلك مفهوم الولاء الوطني. الأسرة أولاً ثم المدرسة رقية علي غانم مدير مجمع الحمزة للبنات ترى أنه لابد من ترسيخ هذا المفهوم أولاً أن يبدأ من داخل الأسرة ثم المدرسة بعد ذلك من خلال الأجهزة الإعلامية بمختلف أنواعها وللمساجد دور في ترسيخ هذا المفهوم من خلال المحاضرات والندوات.. وعن دور المدرسة تقول رقية.. لابد من ربط المناهج المدرسية بالحب للوطن والانتماء إليه وزرع القيم الأخلاقية في نفوس الطلبة فالمدرسة تؤدي دوره في ترسيخ هذا المفهوم من خلال الإذاعة المدرسية وكذلك الأنشطة الثقافية التي نقوم بها مثل المسرح..الأناشيد..كما تعمل المدرسة جاهدة على غرس احترام العلم والنشيد الوطني لدى الطلاب. غياب المتابعة من جانبه يضع عبدالهادي أحمد مهيوب موجه تربوي رأياً مختلفاً حيث يقول: المدرسة لها دور كبير وذات صلة بهذا المفهوم لكن من المؤسف أن هذا المفهوم رغم أهميته وخاصة في الوقت الراهن إلا أنه مغيب تماماً وذلك لعدم وجود المتابعة والمراقبة من قبل الجهات المختصة.. ويضيف عبدالهادي قائلاً: ينبغي أن يدخل هذا المفهوم ضمن المناهج الدراسية ومن الصفوف الأولى وتتم متابعته وتفعيله من قبل إدارة التربية..كما أنه يجب عمل دورات للمدرسين وكذلك لأولياء الأمور وأيضاً للطلاب وتعريفهم بأهمية هذا المفهوم وكيف يمكن ترسيخه في نفوس الأبناء والطلاب على حد سواءً. عبر الإذاعة المدرسية عن دور مكتب التربية في ترسيخ هذا المفهوم يتحدث إلينا طه علي طاهر مدير التعليم الأساسي بمكتب التربية بتعز قائلاً: نحن في إدارة التربية نعمل على تعزيز وترسيخ هذا المفهوم في نفوس أبنائنا الطلاب من خلال إلزام مديري المدارس بضرورة تعزيز هذا المفهوم عبر الإذاعة المدرسية الصباحية وعلى ضرورة إقامة تحية العلم واحترام العلم الوطني وأيضاً من خلال الصحف الأسبوعية أو الشهرية التي تصدرها إدارة الأنشطة في المدارس. كما أننا نعمل على توعيتهم بأهمية الحفاظ على الوحدة والديمقراطية باعتبار أن الوحدة هي الأساس والمرجع الحقيقي لكل اليمنيين. إزالة المفاهيم الخاطئة وعن ما إذا كان المنهج الدراسي يتضمن هذا المفهوم يقول طه: نعم يوجد في المنهج الدراسي هذا المفهوم ويتمثل ذلك في كتاب التربية الوطنية وفيه يتعرف الطالب على أهداف الثورة الستة وكذلك من خلاله يتم تعزيز الولاء الوطني وتعريفه بأهمية الوطن والانتماء والولاء له وكذلك توعيته بكيفية الدفاع عن الوطن والحفاظ على مكتسباته وثرواته وحدوده.. أيضاً تقوم إدارة الأنشطة بمكتب التربية بالعمل على ترسيخ هذا المفهوم من خلال إقامة الندوات والمحاضرات وتوعية الطلاب وإرشادهم بأهمية الوطن داخل المدارس ونحن نعمل دائماً وأبداً على إزالة المفاهيم الخاطئة والتي تتم تعبئتها في نفوس الطلاب من قبل بعض المتطرفين وهذا طبعاً بعيداً عن الصراعات الحزبية والولاءات الضيقة. عمل مشترك د.نبيل سفيان عميد كلية التربية جامعة تعز استاذ علم النفس يقول: العملية هنا متكاملة..فالمجتمع عبارة عن نظام والدولة نظام وعلى كل عناصر هذا النظام أن يتفاعل مع هذا المفهوم فالدولة لابد أن تعمل على ايجاد خطة عليا مقررة مثلاً من مجلس الوزراء عبر لجان منبثقة منه حيث ستشترك عدة وزارات..مثلاً وزارة الإعلام..عبر وسائل الإعلام ووزارة التربية عبر المناهج الدراسية وكذلك المدارس لتنمية القيم والمفاهيم ووزارة الأوقاف عبر خطباء المساجد..الخ. وكذلك على منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية أن تقوم بدورها في هذا الجانب وهذا لايقتصر على الدولة فقط فكل مكونات هذا المجتمع وعناصره كما قلنا سابقاً يجب أن تساهم في تعزيز وترسيخ هذا المفهوم من خلال التوعية التثقيف. استشعار الانتماء للوطن د.منذر إسحاق رئيس قسم علم الاجتماع كلية الآداب جامعة تعز يقول: أنا أعتقد عندما نستشعر جميعاً أننا على مركب واحد وأن هذا الوطن هو وطننا ولسنا قادمين من أوطان أو كواكب أخرى عندما ندرك هذه القضية الجوهرية سندرك حينها أن هذا الوطن إذا أصابه مكروه لاقدر الله فسيصيبنا جميعاً وإذا أصابه خير فسيعم الجميع.