إن من أقدس الواجبات التي ينبغي على الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تؤمن بقيم الديمقراطية والتعددية السياسية هو القيام بواجب التوعية بأهمية الولاء الوطني وأبعاده السياسية والاجتماعية الوطنية، لما من شأنه غرس القيم الوطنية في أذهان الشباب، وغرس مفهوم «حب الوطن من الإيمان». والتأكيد على أهمية الدفاع عن قدسية التراب الوطني، وأن التخلي عن الوطن هو تخلٍ عن العقيدة الإسلامية، وأن الدفاع عن الوطن هو دفاع عن الاسلام عقيدة وشريعة، واعتبار الوحدة الوطنية من أقدس المبادئ في الفكر السياسي، ولا يجوز التفريط بذلك على الإطلاق. إن الأحزاب والتنظيمات السياسية في مختلف أنحاء العالم تنشئ المعاهد والكليات والجامعات من أجل التنشئة السياسية، تجعل المهمة الرئيسية في هذه المؤسسات غرس الفكر الوطني في أذهان الشباب وزرع قيم الوفاء للوطن وعدم التفريط بترابه. وتعمل هذه المؤسسات على تعزيز الوحدة الوطنية، والتصدي لكل ما يشوب أو يلوث الفكر الوطني، وجعل ذلك من المحرمات التي يعاقب عليها القانون. كما أن من واجب الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تسعى إلى إيجاد التشريعات والقوانين التي تحمي الوحدة الوطنية، وتجرم المساس بها. وقد اعتبر المفكرون السياسيون أن الأحزاب السياسية هي نافذة الدولة؛ بحكم أن العمل السياسي فيها طوعي وقائم على المبادرة والقدرة على التأثير. وبذلك يمكنها الوصول إلى كل أرجاء الوطن بالفكر الوطني المستنير الذي يعزز من روح الوحدة الوطنية ويشحذ الهمم باتجاه الذود عن كرامة الوطن وصون أمنه واستقراره، والتصدي للدعوات المناطقية والسلالية والمذهبية والطائفية. ولئن كان من أقدس الواجبات على الأحزاب والتنظيمات السياسية هو غرس الفكر الوطني الذي يعزز الولاء والانتماء ويشحذ الهمم باتجاه الدفاع عن الوطن ومقدراته، فهل الأحزاب والتنظيمات السياسية القائمة على الساحة الوطنية في بلادنا تقوم بهذا الواجب المقدس؟!. سؤال أطرحه على كل المنصفين والدارسين الذين يهتمون بالنشاط السياسي للأحزاب لقراءة الحقيقة بموضوعية متناهية وهو ما نأمله من المنصفين بإذن الله.