لا يكتمل الولاء للوطن ما لم يكن متوجاً بالإيمان المطلق بقدسية ترابه، ذلك الإيمان المقترن بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن من لوازم اكتمال الوفاء للوطن الحفاظ على الوحدة الوطنية، والنأي بها عن أية تبعية خارجية مهما كان شكلها أو نوعها مع مراعاة الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، لأن التبعية تجلب المفاسد للبلاد والعباد، أما الانفتاح المقيد بجلب المصالح العامة فهو المطلوب لأنه ملتزم بثوابت الوطن. إن لوازم الوفاء للوطن كثيرة وتحتاج من الإنسان الوطني أن يكون شديد الحرص على بناء الوحدة الوطنية وتعزيزها في أذهان الشباب، ومن ذلك وحدة الولاء الوطني ورفض تعدد الولاءات من مذهبية وسلالية ومناطقية وقروية وحزبية. بل إن الواجب الديني والوطني المقدس يحتم علينا جميعاً أن نعمل على صهر كل تلك المصطلحات في بوتقة واحدة وهي الولاء الوطني، فأي انتماء لا ينطلق من مبدأ الولاء الوطني يعد فساداً في الأرض يؤثر على الوحدة الوطنية،فالانتماء للقبيلة أو الحزب لا يجوز أن يكون على حساب الولاء الوطني ، بل لابد أن يكون الولاء الوطني هو المرجع النهائي من أجله تسقط كل الانتماءات وفيه تذوب كل الولاءات. ولئن كان من لوازم الوفاء للوطن النأي بالوحدة الوطنية عن الولاءات الضيقة والعصبية الجاهلية فإن العمل على ترسيخ مبدأ الولاء الوطني في أذهان الشباب من أعظم اللوازم التي يفرضها الدين على الكافة، وهنا يظهر حجم المسئولية التي ينبغي الوفاء بها تجاه الوطن، وهي دون شك مسئولية جماعية وفرض عين على الكافة القيام بها. إن القيام بهذا الغرض يتطلب تكاتف جهود المجتمع من مؤسسات دستورية ومؤسسات حكومية وأحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني والأسرة والفرد ، لأنه من أعظم وأقدس لوازم الوفاء للوطن، فهل يدرك الجميع أهمية القيام بهذا الفرض؟ نأمل ذلك بإذن الله.