أعتقد إن إصرار البعض على أذية الوطن واستهداف أمنه واستقراره لايخرج عن كونه واحدة من آثار التبعية, سواء كانت الفكرية أو التنظيمية أو المادية أو هذه الثلاث الآفات مجتمعةً, وقد اثبتت الأعمال الإرهابية التدميرية التي نفذها من لهثوا خلف التبعية, أن القائمين على تنفيذ تلك الأفعال المجرمة, شرعاً وقانوناً لم يعودوا يدركون أي معنى للإنسانية أو قيمة أخلاقية أو مبادئ دينية أو أعراف اجتماعية, وبات فعل الإجرام والإرهاب هو البارز أمامه. إن الذين رضوا بالارتهان للغير باعوا ضمائرهم واخلاقاهم وهويتهم ودينهم لمن يدفع أكثر, وأصبح المال هو وطنهم ومعبودهم الذي يتحكم في هواهم ورغباتهم ولم يعد لباس الدين والوطنية التي ظهر بها البعض أكثر من ستار يتخفون وراءه, ليبرروا افعالهم الإجرامية أمام البسطاء من الناس الذين لايدركون بأن هؤلاء قد باعوا ضمائرهم للشيطان مقابل مال مدنس. ان التحذير من التبعية الذي شدد عليه الوطنيون الشرفاء كان لازماً من لوازم قوة الولاء الوطني الذي ينبغي أن يترسخ في اذهان الشباب, وكان بيان مخاطر التبعية فرض عين على الكافة, القيام به, من أجل حماية الوحدة الوطنية وصون الهوية اليمنية والحيلولة دون وقوع الشباب في هذا المستنقع الذي انعدمت فيه القيم الروحية والوطنية, وتجرد الواقع فيه من الروابط الاخوية والإنسانية وسعى فتكاً في شبابنا الذين يجهلون مخاطر التبعية وخطرها على البلاد والعباد. ولئن كنا قد حذرنا مراراً وتكراراً من خطر التبعية أيا كان شكلها أو نوعها فإن ذلك من أقدس الواجبات التي ينبغي القيام بها بروح مشبعة بالايمان بالله وبحب الوطن, وهي رسالة ينبغي أن تصل إلى شباب الوطن ليحصنوا أنفسهم من سموم التبعية ليعتز الجميع بإيمانهم بالله ثم بحب الوطن وهو الهم الذي يتحمله الجميع حماية للدين والوطن وصوناً للشباب بإذن الله.