أين منطق العقل؟ وأين يقع القتلة والمتمردون من تابو الفتنة الحوثية, الظاهرة الأكثر دموية وأعظم خطراً على مستقبل الأجيال الصاعدة, تلك العناصر الإرهابية التي استمرأت سفك الدماء من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة وتنفيذاً لأهداف عدوانية على البلاد والعباد وإهلاك الحرث والنسل. لقد بدا واضحاً أن خيار الدولة السلام سواءً في بعض مديريات محافظة صعدة أو إزاء بعض الحراكيين في بعض مديريات المحافظات الجنوبية, على اعتبار أن الدولة معنية بهذا الواجب الإنساني المقدس, ورغم ذاك الواجب الديني والوطني إلا أن الدولة معنية بواجبات دستورية أخرى لايمكن إسقاطها في قيام عصابات التخريب والتدمير والإرهاب بالاعتداء على المواطن وقتله والتنكيل به كما حدث مؤخراً من العناصر الحوثية, ففي هذه الحالة تتحمل مسؤولية حماية المواطن والوطن وأمنه واستقراره وسلامة وحدته الوطنية وسيادة الدولة لأن ذلك من أقدس الواجبات التي ينبغي القيام بها. ولئن كان خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد ترجم بوضوح المعاني الإنسانية والوطنية لرسالة السلام لايدركها إلا المحبون للخير والسلام, والعاشقون للحرية والرافضون لاستعباد البشر والقابلون بالتعايش السلمي مع الرأي والرأي الآخر ورفض العنصرية والطائفية والمناطقية والمذهبية المثيرة للفتنة, أولئك هم أحرار اليمن الذين يرومون السلام والمحبة والتطور والازدهار لوطن الثاني والعشرين من مايو العظيم. أما الذين يسعون إلى خلق بؤرة صراع طائفي خطير في شبه الجزيرة العربية تنفيذاً لأهداف سياسية عدوانية على شعبنا وأمتنا فإن أمثال أولئك النفر الذين باعوا ضمائرهم للشيطان وقبلوا المال المدنس لايمكن أن يكون لحسابات السلام وزن في عقولهم المتشبعة بأفكار الضلال والجهل والفتنة, بل إن جمع المال بات هو وطنهم وهو دينهم وهو مذهبهم, ومع ذلك فإننا مازلنا نأمل في أن يلتقط المغرر بهم المعاني والدلالات الإنسانية والدينية والوطنية لمفهوم السلام فهل من مستجيب نأمل ذلك بإذن الله.