تظهر الأحداث الإرهابية بشاعة وإجرام التبعية التنظيمية والفكرية والمادية لعناصر الإرهاب الذين يستمدون أفكارهم وتعليمات تنظيمهم وتمويل عملياتهم الإرهابية من خارج حدود البلاد، وتبين تلك الأحداث أن العناصر المنفذة لتلك الأعمال الإجرامية مجرد أدوات تقوم بتنفيذ المخططات الخارجية التي تملى على العناصر المغرر بها، وهي في أغلب الظن لا تدرك خطورة ما تقوم به من أعمال إرهابية على الدين والوطن، وقد برهنت الأحداث أن المغرر بهم المدفوعين لتنفيذ الأعمال الإرهابية لا يعرفون حجم الكارثة وأثرها على الدين والوطن لا قبل الفعل ولا بعده ، لأنه لا يجوز للمغرر بهم أن يناقشوا أو يتساءلوا عن أسباب الفعل المكلفين به، وبالتالي جمدوا عقولهم ومنعوها من التفكير، ولا يستطيعون معرفة آثار جريمة الإرهاب التي نفذوها لامن خلال وسائل الإعلام ولا أية وسيلة أخرى، لأن من يفكرون ويخططون بالنيابة عن العناصر المنفذة يحرمون عليهم الاطلاع على أية معلومة ويعزلونهم عن المجتمع ووسائل الاتصال ليجهلوا الحقيقة. ولئن كنا قد حذرنا من خطورة التبعية الخارجية الفكرية أو التنظيمية أو المادية، فلأن الواقع يقدم براهين عملية على خطورة وبشاعة الآثار الناجمة عن التبعية الخارجية، وهنا يأتي دور المستنيرين لينهضوا بالدور المعرفي وإيضاح الحقائق وإيصال المعرفة إلى أفراد المجتمع ليدرك الجميع مخاطر التبعية ويقوم الآباء والأمهات بتجنيب أبناءهم مخاطر الوقوع في مواقع الارتهان للخارج تحت أي ستار يتخذه الحاقدون على الوطن. إن الواجب يحتم على المستنيرين القيام بالواجب الوطني والديني لإبعاد الشباب وإنقاذهم من الوقوع في أيدي أصحاب الأهواء الشيطانية والنزعات الانتقامية وأصحاب الثارات السياسية من وضعوا أنفسهم في خانة العمالة والخيانة مقابل المال المدنس، فهل ستشهد المرحلة القادمة وعياً معرفياً بخطورة التبعية الخارجية؟وهل سيمارس المستنيرون واجبهم الديني والوطني على الوجه الذي يرضي ضمائرهم أمام الله ؟نأمل ذلك بإذن الله.