يبدو أن الذين لا يدركون أين تكمن المصلحة العليا للوطن لا يهمهم إلا استغلال الأوضاع والسعي الحثيث لصب الزيت على النار دون إدراك مسئولياتهم الدينية والوطنية تجاه الوطن والتي من أبرزها الوقوف في وجه التحديات التي يتعرض لها الوطن وفي مقدمتها الإرهاب. وبدلاً من تحديد المواقف الدينية والوطنية من الإرهاب، وبيان خطورته على الدين الإسلامي والوطن والإنسانية، وبيان أن ديننا الإسلامي الحنيف دين الرحمة والمحبة والتسامح يرفض كل الأعمال الإرهابية التي تنفذها عناصر القاعدة ضد الإنسانية وضد التنمية وضد الوجود البشري؛ نجد البعض للأسف يصدر البيانات ويعقد المؤتمرات الصحفية ليتباكى على الإرهاب. الأمر الذي دفع المواطن البسيط إلى التساؤل بالقول: لماذا لا يبين هذا النفر الفرق بين الشعارات التي ترفعها عناصر الإرهاب الحوثي وعناصر إرهاب القاعدة وعناصر الإرهاب الحركي والفعل الإجرامي على أرض المواقع من قتل وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وانتهاك للحرمات؟!. وما هو السر الذي يكمن خلف ذلك التباكي الذي أذهل المواطن العادي، ولماذا لا يقوم العلماء بدور التوعية ودحض الافتراءات التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي من خلال الإصرار على تصوير الدين بناءً على رغبة أولئك النفر الذين أساءوا إلى جوهر الإسلام الحنيف؟!. إن الالتزام بقول الحقيقة من جوهر الدين الإسلامي الحنيف، وإن الهروب من تحمل المسئولية الدينية والوطنية أمر في غاية الغرابة، وإن تعريض المجتمع لخطر الإرهاب من خلال الرسائل التي قد يفهمها المغرر بهم والمخدوعون والذين لم يدركوا بعد خطورة الإرهاب بأنها تجيز لهم ذلك التصرف الإرهابي باسم الدين؛ والدين الإسلامي بريء كل البراءة ممن يتعاون أو يتستر على عناصر الإرهاب التي تسعى إلى قتل النفس المحرمة والمعاهدين وغيرهم ممن هم تحت حماية الدولة أو يستهدف المنشآت الاقتصادية وتدمير البنى التحتية. لأن تلك الأفعال الإرهابية الإجرامية لا تخدم إلا أعداء الدين والوطن الذين تمكنوا من تجنيد عناصر الإرهاب بهدف الإساءة إلى الدين الإسلامي، والنيل من مقدساتنا وخيراتنا، ليس في اليمن فقط ولكن الوطن العربي بأسره. فمتى يكف هؤلاء عن أذية الدين والوطن باسم الدين، ومتى يتحمل العلماء الأجلاء مسئولية التوعية ومنع التغرير بالناس، وإيضاح جوهر الدين الإسلامي الحنيف؟!. نأمل أن يستشعر الكل المسئولية ويقوم بالواجب بحماية الدين والمجتمع من مخاطر الإرهاب بإذن الله.