عندما يدرك الناس أهمية الفعل الوطني الجاد في ملاحقة القتلة والمجرمين الذين قاموا بأعمال إرهابية، يبذلون الغالي والنفيس في تخليص المجتمع من آفة الإرهاب، وعندما يدرك المغرر بهم أن المجتمع يرفضهم لأن أفكارهم تقودهم إلى الهلاك، فإن الكثير منهم يبادرون إلى تسليم أنفسهم إلى سلطات الأمن ويبادر الجميع لبناء صف وطني واحد لمواجهة هذه الآفة التي ألحقت الضرر بالدين والوطن، وجرعت الناس صنوف العذاب، وأحدثت في صف المسلمين شرخاً لا يردمه إلا الفعل الإنساني الموحد في تجفيف منابع الإرهاب والإجرام. إن ما شهدته اليمن من مواجهة حادة وقوية ضد عناصر الإرهاب يؤكد أن الوعي المعرفي بمخاطر الإرهاب قد وصل إلى القاصي والداني، وأن جهود الحكومة وكل مؤسساتها الدستورية قد أثمر هذا الفعل الإنساني لإنقاذ الدين والوطن من آفة الإرهاب ومخاطره، وأن الوقت كفيل بالمضي نحو تطهير اليمن من الإرهاب، وإن إدراك المواطن وفهمه ووعيه بمخاطر الإرهاب هو الطريق الأمثل للقضاء على هذا الداء الخطير. ولئن كانت اليمن قد قطعت شوطاً في هذا الاتجاه مستخدمة الترغيب والترهيب وسلكت طريق الحوار مع المغرر بهم فإن الواجب الإنساني يفرض على العالم المؤمن بالسلام والتعايش أن يقف إلى جانب اليمن في هذا الاتجاه لأن الإرهاب لا دين ولا وطن له وما يتخذه البعض من الإرهابيين من التمسح بالدين إلا ستاراً لاستقطاب البسطاء من الناس، وقد وجد تجار الحروب وأعداء الإنسانية في الدين وسيلة لضرب الدين الإسلامي وإحداث الاختلال بين المسلمين وإيجاد شرخ عميق بينهم يحقق لهم مآربهم العدوانية. ولذلك كله فإن اليمن في مسيس الحاجة إلى المساندة الإنسانية لتتمكن من القيام بواجبها الديني والوطني والإنساني في مواجهة تحديات الإرهاب وملاحقة عناصره، والتحاور مع المغرر بهم ومحاولة إعادتهم إلى جادة الصواب، وهذا يتطلب إحداث تنمية معرفية وتنمية اقتصادية في المناطق الموبوءة بالعناصر الإرهابية وهو الهم الذي ينبغي التركيز عليه خلال المرحلة المقبلة بإذن الله.