لم يعد خافياً على أحد التنسيق بين عناصر التمرد والإرهاب الحوثية وتنظيم القاعدة، حيث أفصحت كثير من الأفعال الإجرامية عن حالة التناغم فقد ظهر المتمرد العنصري عبدالملك الحوثي في 27 سبتمبر الماضي بصورة أفصحت بجلاء عن استخدام نفس أساليب عناصر القاعدة، الأمر الذي جعل الناس يدركون بأن عناصر القاعدة والحوثي ينطلقون من منهج إرهابي واحد، بل إن ظهور الحوثي في ذلك التاريخ على شبكة الإنترنت قد جعل الشارع يدرك تماماً ان عناصر الارهاب لم يعد يهمها دين أو وطن أو هوية أو ثقافة وتاريخ أو مبادىء وقيم بقدر مايهمها تنفيذ المخططات الخارجية المرسومة سلفاً لمثل هذه العناصر وباتت الغاية عندهم تبرر الوسيلة فلا ضير عندهم ان يستخدموا الدين للوصول إلى غايتهم العدوانية والإرهابية وأباحوا من هذا الباب لانفسهم ارتكاب المحرمات وانتهاك الحرمات وسفك الدماء، وأجازوا لأنفسهم فعل كل ماتحرمه الأديان وتجرمه القوانين والأعراف الدولية. ان عناصر الارهاب والتخريب تعتمد على إيجاد أهداف أخرى غير الأهداف الحقيقية بحيث تصبح هذه الأهداف مقبولة ويمكن من خلالها انتزاع عواطف الناس فالحوثيون يرفعون شعار «الموت لإسرائىل.. الموت لامريكا» ولا علاقة لهذا الشعار بمايريدون، لأن مايريدونه على أرض الواقع هو الانقلاب على النظام الجمهوري والعودة باليمن إلى عهود العبودية والكهنوت. وقد وجدت إيران في هذا المسلك مايحقق رغبتها في تصدير الثورة إلايرانية إلى المنطقة العربية فاستغلت وهم وأحلام هؤلاء لتحقيق مخططها التوسعي كأنها جعلت من هؤلاء الواهمين نقطة انطلاق في المنطقة لتتلاقى مع النقطة الأخرى حزب الله في الشمال. أما تنظيم القاعدة فقد رفع شعار محاربة أعداء الاسلام وهو شعار عاطفي الهدف منه استقطاب الناس ليس أكثر، أما الهدف الفعلي فهو محاولة لإقامة مايسمونه بالادارة الاسلامية وفق رؤاهم المتشددة التي لاتؤمن بالعقل ولاتتيح التأمل في ملكوت الله تعالى، بل وتتعارض مع مفهوم الاسلام للدولة كون الاسلام صالحاً لكل زمان ومكان فاستغل اعداء الدين الاسلامي هذه العناصر المتشددة وقادوها إلى ارتكاب أعمال إرهابية لاصلة للدين الاسلامي الحنيف بها البتة، وجنح المغرر بهم إلى تلك الأفعال الارهابية تحت تأثير المال، فلم يعد أمثال هؤلاء يفرقون بين ماهو صواب وماهو خطأ في جوهر العقيدة. ولذلك كله فإن الواجب يحتم على جميع المسلمين توخي الحذر من الوقوع في شرك التحالف الشيطاني وان تبذل كل الجهود لإرجاع المغرر بهم إلى جادة الصواب ومنع استغلالهم من قبل أعداء الدين الاسلامي الحنيف، ولعل اليمن قد أدركت هذه الحقيقة من وقت مبكر وبذلت كل جهدها في سبيل مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه.