لم تفهم بعض القوى السياسية الديمقراطية قولاً وعملاً، بل رفعت الديمقراطية شعاراً وعملت عكسه، والأكثر من ذلك أن تلك القوى عملت على تعبئة وتربية عناصر محددة من قواعدها على الغلو والإرهاب ودفعت بهم إلى الهاوية، ولم يدرك المعبئون بالفكر المنحرف خطورة تلك التعبئة والتربية إلا عندما أصابت أعمالهم الإجرامية والإرهابية أقرب الناس إليهم، وقد تمكن بعض المغرر بهم من إنقاذ نفسه من ارتكاب أعمال إجرامية وإرهابية أخرى وبادر إلى تسليم نفسه إلى الجهات الأمنية والعقلاء في المجتمع. إن عناصر من القوى السياسية المتصلبة تقوم بالتعبئة والتربية الخاطئة ليس لمجرد عدم فهمها الفهم السليم للديمقراطية، بل أن تلك القيادات تقوم بذلك الفعل المجرم عن وعي وإدراك ووفق مخطط إجرامي يستهدف أمن واستقرار ووحدة اليمن ويستهدف الإضرار بالدين الإسلامي الحنيف ليمنع انتشاره في المعمورة، وأن البعض منهم يدركون بأنهم يقدمون خدمة لأعداء الأمة العربية والإسلامية من خلال الأفعال الإجرامية والإرهابية التي نتجت عن تعبئتهم الفكرية الخاطئة. إن الغريب الذي ينبغي أن يتنبه له المجتمع أن البعض من الناس الذين تقودهم العاطفة ولا يعلمون حقيقة تلك التعبئة والتربية الخاطئة يحاولون إيجاد المبررات التي تظهر من أفواه بعضهم أكثر جرماً، دون أن يشعروا بفداحة قولهم الآثم الذي يصب في اتجاه الغلو والتطرف والإرهاب، ولذلك ينبغي على العقلاء في كل مكان عدم السكوت على تلك الأصوات المخدوعة وبيان خطورة قولهم وفداحة ما قد ينتج عنه من الأفعال الإجرامية والإرهابية، لأن البداية كانت كلاماً منمقاً ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ثم تحول الكلام إلى الفعل المجرم شرعاً وقانوناً. إن السكوت عن الأقوال والأفكار والمبررات المنحرفة أمر بالغ الخطورة، لأن القوى الحاقدة والمتآمرة تجد في أصحاب تلك الأقوال فرصتها لتنميها وتصنع منها إجراماً وإرهاباً يلحق الضرر بالدين والوطن، ولذلك ينبغي على كل المستنيرين والعقلاء والحكماء وأصحاب الرأي وذوي التأثير التنبه لأولئك البسطاء الذين يرددون كلاماً لا يعرفون معناه نظراً لمحدودية معرفتهم، والقيام بهذا الدور التنويري فرض عين على الكافة القيام به بإذن الله.