لاأظن أن عاقلاً يقبل استهداف الناس أياً كانوا بالقتل من خلال الأحزمة الناسفة التي تقتل أول ما تقتل حاملها, فأي فكر دموي يُغرس في عقول هؤلاء؟ ومن خلف أولئك الذين يروجون للقتل باسم الدين الإسلامي الحنيف؟ وأين ذهب أولئك المغرر بهم بعقولهم؟ ثم ما دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمعهد والمسجد والمجتمع في سبيل مواجهة آفة الإرهاب؟ وأين الجهات ذات العلاقة المعنية بحماية الشباب وتحصين عقولهم ضد الأفكار الضلالية؟ ولماذا لا ينبري العلماء الأجلاء لمواجهة هذا الفكر المنحرف الذي ما أنزل الله به من سلطان؟, ثم ألا يدرك العلماء الأجلاء خطورة هذا الفعل الإرهابي على عموم المسلمين في كل مكان؟ فهل من حملة إسلامية واسعة لمواجهة الغلو والتطرف والإرهاب؟ إن ديننا الإسلامي الحنيف الذي يرفض الإرهاب والغلو والتطرف ويحرم قتل النفس بغير نفس حيث قال تعالى:«من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» صدق الله العظيم. إن قتل النفس البشرية بدون حد من حدود الله فساد في الأرض, وبناءً عليه ألا ينبغي كشف هذا المخطط الإجرامي الذي يقود الشباب إلى المحرقة ويهدف أذية الإسلام وأهله في كل مكان؟. إن العملية الإرهابية التي نفذها أحد المغرر بهم في العاصمة صنعاء ليس لها من تفسير سوى أنها إساءة إلى الدين الإسلامي وإلصاق تهمة الإرهاب بأهله في كل مكان, ثم لماذا أُختير اليمن لتنفيذ مثل هذه العمليات الإجرامية؟. إن الحقيقة لاتخفى على ذي بصيرة وأصحاب الألباب فاليمن هو منبع الإيمان والحكمة وهو الذي ناصر الدين الإسلامي, وبالتالي فإن أعداء الإسلام يركزون على اليمن لضربها باسم الدين، لأنهم يدركون أنه الركن المكين لنصرة الإسلام, ولذلك ينبغي القيام بحملة إسلامية دعوية كبرى لتوعية الشباب وتحذيرهم من أصحاب الفكر المنحرف لأنهم بهذه الأفعال الإجرامية يستهدفون اليمن الركن الأمين للإسلام والمسلمين, ولايجوز ترك الشباب نهباً لتجار الحروب باسم الإسلام, ولابد من القيام بالواجب المقدس فهل تنطلق دعوة العلماء للقيام بحملة وطنية لمواجهة التطرف والإرهاب والغلو؟ نأمل ذلك بإذن الله.