يرى الباحثون والمفكرون السياسيون أن البداية الصحيحة تقود إلى النتيجة الصحيحة، وأن الإخلاص وصدق النوايا بقوة الفعل الوطني المتجرد من الولاءات الضيقة الركيزة الأساس في الوصول إلى تحقيق الغايات الوطنية الطموحة المحققة لآمال وتطلعات الشعب التي تجلب الرضا والقبول وتحقق الأمن والاستقرار، وتعزز الوحدة الوطنية وترسخ التجربة الديمقراطية، وتقوي مداميك الشراكة السياسية، وتفعل الاتصال والتواصل بين مختلف تكوينات الشعب وقواه السياسية الحية المؤمنة بالتداول السلمي للسلطة، والمقدسة للإرادة الكلية للشعب التي تجعل من الدستور والقانون مهيمناً على الكافة ولا تقبل بالنيل من سيادة الدولة وسلطاتها، لأن فرض هيبة وسيادة الدولة من أقدس الواجبات الدينية والوطنية والإنسانية. ولئن كانت حكومة الوفاق الوطني قد اختارت لنفسها البداية الصحيحة الخالية من الشوائب الماضوية والعقد الحزبية والفئوية والمناطقية والقروية، ومضت في أدائها لمهامها الوطنية الكبرى على هذا الأساس الوطني الذي يغلب الصالح العام على الصالح الخاص، وغلبت مبدأ درء المفاسد على جلب المصالح فإنها دون شك ستكون فاتحة العمل الجديد في يمن الإيمان والحكمة، لأن ذلك الفعل الإنساني والديني والوطني قد أشعل بارقة الأمل في نفوس الجماهير العريضة التي تريد الأمن والاستقرار والوحدة. إن الطريق للوصول إلى هذه الغايات الكبرى ليست مفروشة بالورد والرياحين على الإطلاق، لأن هناك النفعيين والانتهازيين وتجار الحروب وبائعي الضمير وأصحاب الأهواء الظلامية والطموحات الشيطانية يتكاتفون من أجل الشر ليس أكثر، ولكن الرجال العظماء الذين أخلصوا النوايا صادقة لله الواحد القهار وخدمةً للدين والوطن وتحقيقاً للأمن والاستقرار والوحدة وتعزيزاً للحرية الديمقراطية واحتراماً للإرادة الكلية للشعب أقوى وأصلب من تلك العقبات وإذا كانت إرادتهم مستمدة من إرادة الشعب التي تستمد قوتها من إرادة الله فإن تلك الإرادة ستذيب الحديد وتلين الجبال خدمةً لإرادة الخير والصلاح والفلاح بإذن الله.