أثبت التاريخ السياسي المعاصر والقديم أن أية فئة في اليمن أو جماعة أو شلة أو حزب ذات صلة بالقوى الخارجية لايمكن أن تكون مقبولة ، لأن تلك الجماعة أو الفئة أو الشلة أو الحزب قد تجاوزت مبدأ الولاء الوطني ذلك المبدأ الشريف الذي لايمكن أن ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها ، وعندما يظهر أن فئة أو جماعة أو شلة أو حزباً دعا القوى الخارجية للتدخل في الشأن اليمني من أجل اسقاط النظام يكون ذلك الفعل خروجاً على الإرادة الشعبية المستمدة من الإرادة الإلهية ، لأن ذلك الفعل العدواني يعد بمثابة التمرد على الإرادة الكلية ويصبح هذا الفعل مجرداً من أية صفة دينية ووطنية ولا يمثل إلا القائلين به ، ولأنه كذلك احتكام إلى الطاغوت وترك لشرع الله وسنة رسوله وقد بات من الواضح في اليمن أن الإرادة الكلية المستمدة من الإرادة الإلهية هي القوة التي يواجه بها اليمنيون قوى الكيد السياسي التي تحاول الانقلاب على الشرعية الدستورية وتستقوي بالقوى الاستعمارية والصهيونية لتدمير مقدرات اليمنيين والقضاء على كيان الدولة اليمنية من أجل تحقيق رغبة الانقلاب على الشرعية الدستورية وتركيع اليمن واليمنيين الأحرار الذين يرفضون التدخل الأجنبي في اليمن ويجدون من أجل حماية السيادة والدستور . لقد شهد اليمن أزمة سياسية أفرزت المعادن الثمينة لرجالات اليمن ، وعززت الوحدة الوطنية ، وجددت الاعتصام بحبل الله ، وبينت بجلاء لايقبل الشك بأن اليمن مستهدف خارجياً وأن القوى الاستعمارية ترغب في تركيع اليمنيين الأحرار ، وأن هذه القوى قد وجدت في عناصر الحقد والظلام وأصحاب المصالح والطموحات غير المشروعة فرصتها للانقضاض على اليمن ، ظناً منها أن مجرد ارتفاع أصوات العمالة والخيانة المطالبة بالتدخل الأجنبي سيحقق لها غاياتها العدوانية فحشدت المأجورين في الفضائيات المأجورة الذين ينظرون لكيفية احتلال اليمن وإسقاط النظام، وأن الشارع اليمني مجرد أن يسمع تلك التحليلات الآثمة سيتراجع عن حماية الشرعية الدستورية ، ولم تدرك قوى الكيد والاستعمار والظلام بأن الإرادة اليمنية أصلب من الفولاذ وأن الإنسان اليمني يفضل الموت ولايمكن أن يقبل بالوجود الأجنبي على تراب اليمن الغالي . لقد ارتفع صوت الشباب الأحرار في كل مكان رافضين العمالة والتدخل الأجنبي وقالوا بالحرف الواحد: نحن لم نطالب بذلك وهذا عار على الذين قالوه وفعلوه أما نحن مستعدون لحماية الشرعية الدستورية لأنها تمثل الإرادة الكلية ، وكان هذا الصوت الوطني العظيم أقوى الأصوات التي أفشلت الانقلاب على الشرعية الدستورية والاستقواء بالقوى المعادية لليمن.