لم يعد القول إن بعض القوى السياسية داخل اللقاء المشترك مصابة بالصلف والكيد السياسي مجرد لهو سياسي، بل أثبتت الأزمة السياسية التي صنعتها هذه القوى أن الصلف والعنت والفجور جزء من حياتهم السياسية، وربما يجعله البعض منهم هدفاً من أهدافهم العدوانية التي تمنع الأمن والاستقرار. إن الإصرار على الكبر والكيد والمكر دليل على عدم الرغبة في التعايش مع الغير وعدم القبول بالرأي الآخر، ورفض الإرادة الشعبية وعدم احترام الإرادة الكلية للشعب، والرغبة المطلقة في الانقلاب على الشرعية الدستورية، وعدم الإيمان بالديمقراطية والممارسة الشوروية، ودليل قاطع على عدم الاعتراف بحق الحياة لأصحاب الإرادة الكلية للشعب وخروج على الإرادة الإلهية التي يستمد الشعب قوته منها من أجل الحفاظ على الحياة الآمنة والمستقرة. إن ما أفرزته الفترة الأخيرة من الأزمة السياسية من رفض لكل ما هو خيّر، ورفض لكل الجهود المبذولة داخلياً وخارجياً من أجل الوصول إلى إخراج اليمن من الأزمة السياسية دليل لا يقبل الشك أن القوى الظلامية داخل تكتل اللقاء المشترك لا تقبل الخير والسلام والوحدة والوئام للشعب بقدر ما ترغب في التدمير والتمزيق وإثارة الفوضى والعنف وتحويل حياة الشعب إلى جحيم، لأن هذه القوى الظلامية لا تجد نفسها إلا في هذه الأجواء المشحونة بالأزمات. إن الشعب قد أدرك تماماً أن هذه القوى عدوانية ولا تقبل بالتعايش السلمي مع أحد، ولذلك فقد جسّد أروع صور التلاحم الوطني من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية وصيانة التجربة الديمقراطية وحماية أمن واستقرار ووحدة وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد. ورغم كل ذلك فإن الباب مازال مفتوحاً أمام الخيرين والشرفاء الذين مازالوا داخل تكتل اللقاء المشترك من أجل الحوار والوصول إلى كلمة سواء تحقق الشراكة السياسية وتصون الأمن والاستقرار وتحترم الإرادة الكلية للشعب. نأمل أن يكف المزيفون للحقائق عن زيفهم وصلفهم, لأن الوطن أغلى بإذن الله.