إن الإفلاس السياسي للقوى السياسية التنصلية يقودها إلى الزور والبهتان والفجور وفعل الإجرام والإرهاب والخروج على شرع الله والتمرد على الدستور والقانون.. وقد اتضح خلال الأزمة السياسية التي صنعتها أحزاب اللقاء المشترك أن قوى الجهل والظلام والتخلف - داخل هذا التكتل - لم تعانِ من الإفلاس السياسي فحسب، بل تعاني كذلك من الإفلاس الأخلاقي الذي قادها إلى الهاوية، ورغم ذلك الإفلاس الفاضح إلا أن القوى المستنيرة والعاقلة والوطنية داخل هذا الكتل - الذي جمع المتناقضات - لم تظهر حتى الآن بالشكل الذي يؤكد قدرتها على المبادرة والعودة إلى طاولة الحوار. لقد قدمت أحزاب اللقاء المشترك - منذ بداية الأزمة السياسية - البراهين القاطعة على صحة القول بأن هذه القوى لا تمتلك رؤية وطنية موحدة، وأن الذي جمع تناقضاتها هو قاسم مشترك واحد تمثل في الخراب والدمار الشامل، ورفض التعايش السلمي وعدم القبول بالديمقراطية الشوروية والحوار؛ لأن العقليات المسيطرة على هذا التكتل عقليات شمولية لا تؤمن بالرأي والرأي الآخر، ولا تقبل بالحوار والتعايش السلمي، ولا تؤمن بحق الشعب في امتلاك السلطة، ولا تحترم الإرادة الكلية للشعب. إن إصرار قوى الظلام والجهل والتخلف على رفض الحوار، وعدم القبول بالممارسة الديمقراطية، يأتي في إطار القاسم المشترك الذي جمع المتناقضات المتناحرات.. أما آخر الأدلة القطعية على الإفلاس الأخلاقي الذي وصلت إليه هذه القوى فهو ما أعلن عنه من تشكيل، حاولت قوى الظلام والجهل والتخلف أن يجمع النقائض، ولجوؤها إلى حشر أسماء وطنية لتزين بها هذا التشكيل الذي ولد ميتاً. إننا نقول، ونحن في العشر الأواخر في ثلث العتق من النار : إن على القوى المستنيرة داخل اللقاء المشترك أن تدرك بأن تكتلها هذا لا يحقق الرضا والقبول، وأن أفعال هذا التكتل لا ترضي الله ولا رسوله ولا الناس أجمعين، وأن العودة إلى جادة الصواب والدخول في الحوار هو الفعل الديني والوطني والإنساني الذي يحقق الرضا والقبول... فهل من مجيب في العشر الأواخر؟ نأمل ذلك بإذن الله.