إن الفهم الذي يراه المفكرون السياسيون أن الأحزاب السياسية تمثل قوى الحداثة والتطوير نحو الأفضل بالوسائل الديمقراطية، وأنها تؤمن إيماناً مطلقاً بمبدأ التداول السلمي للسلطة، وأن دورها في مجال التثقيف والتنوير يعد من أكبر الأدوار؛ كونها تعد نافذة الدولة لنشر الوعي المعرفي إلى كافة المناطق النائية في البلدان الديمقراطية. ويرى المفكرون السياسيون أن الأحزاب والتنظيمات السياسية وسيلة من وسائل التنوير الذي يقاوم الجهل والظلام والكراهية والحقد، وتلك هي النظرة السوية للأحزاب والتنظيمات السياسية، ولكن هل هذه النظرة تنطبق على أحزاب اللقاء المشترك في اليمن؟. إن الدراسة الواقعية والموضوعية والمحايدة لدور هذه الأحزاب في مجال التنوير الفكري الذي يخلق الوئام ويحافظ على وحدة النسيج الاجتماعي ويعزز الوحدة الوطنية ويرسخ مبدأ الولاء الوطني ويظهر الحقيقة ويفضح الأدوار المشبوهة التي لعبتها أحزاب المشترك في هذا الاتجاه، ستبين أن هذه الأحزاب لم تقم بدورها الوطني في مجال التنوير وخلق الوعي الوطني يما يعزز التلاحم والاصطفاف من أجل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد الكيان اليمني الموحد، الذي ينشده الوطنيون الشرفاء، وستبين الدراسة أن أحزاب اللقاء المشترك لعبت دوراً سلبياً في مجال الوعي الوطني القائم على الالتزام بمبدأ الولاء الوطني والتداول السلمي للسلطة، وعملت بعض القوى التقليدية المنضوية تحت مظلة اللقاء المشترك على زرع ثقافة الحقد والكراهية والتحريض على العنف والتخريب وغذت الغلو والتطرف والإرهاب. إن القول بأن أحزاب المشترك قامت بالدور السلبي الذي أثر على التنشئة السياسية الحزبية وخلق الحقد والكراهية وأضعف مبدأ الولاء الوطني لدى من استطاعت قوى الجهل والتخلف والظلام أن تشحن عقول الشباب الذين وقعوا في شباك هذه القوى، ولعل الأفعال التي ظهرت خلال الأزمة السياسية التي صنعتها قوى الجهل والتخلف شاهد حي على أن هذه الأحزاب كانت حاضنة خصبة للغلو والتطرف والإرهاب، ولذلك ينبغي أن نجدد القول بأن على المستنيرين داخل تكتل اللقاء المشترك أن يبادروا إلى إعادة النظر لمعالجة إشكالية الفكر المنحرف، وأن يتقوا الله في الوطن وأبنائه، وأن يعودوا إلى طاولة الحوار من أجل اليمن بإذن الله.