إن مواجهة قوى الظلام والجهل والتخلف تحتاج إلى تكاتف الجهود الوطنية وتوحيد الطاقات والقدرات لتصب في اتجاه واحد، وهو تعريف الناس بمفهوم الولاء الوطني وحق الانتماء، ليدرك العامة والخاصة أن لهم حقوقاً وعليهم واجبات، وهذا الجهد المطلوب، والذي سيقطع الطريق على دعاة الفتن والاحتراب، ويفوت عليهم تسويق مشاريعهم الظلامية التي ألحقت الضرر بالوطن والمواطن، وعرضت سيادة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته إلى خطر ماحق. الواقع أن الجهود الوطنية في هذا الاتجاه موجودة وتؤدي الدور الوطني المطلوب، ولكنها بحاجة إلى توحيد وتكثيف؛ لأن عناصر الشر والفجور قد استخدمت وسائل عديدة من أجل التأثير على العامة، ولا يمحو آثار تلك الوسائل إلا وحدة الجهد وكثافته في كل أرجاء الوطن، ليصل الوعي الوطني إلى المناطق النائية، وينبغي أن يصبر القائمون على هذا الجهد في سبيل إيصال رسالة التنوير إلى كل أبناء الوطن، وبكل تأكيد عندما تصل الحقيقة المعرفية إلى المواطن فإنه قادر على التمييز بين الغث والسمين. المواطن اليمني محب للسلم الاجتماعي بفطرته، ولا يقبل العبث بحياة الناس وسيكون أكثر رفضاً لقوى الظلام والجهل والتخلف بإذن الله. إن الحديث عن دور الأحزاب والتنظيمات السياسية في الجانب التوعوي يظهر الحقيقة التي مفادها أن بعض الأحزاب السياسية لم تقم بالدور التوعوي الذي يعزز الوحدة الوطنية ويصون النسيج الاجتماعي ويقود إلى الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وإن فعل ذلك البعض من الأحزاب السياسية كان مخالفاً لمهام الأحزاب والتنظيمات السياسية المتعارف عليها في تاريخ الفكر السياسي، بل إن تلك الأحزاب أو بعض القوى المتنفذة فيها قد عملت على تجهيل الناس وتعبئة بعض العناصر بالفكر المنحرف والمغلق الذي لا يقبل التعايش مع الغير ولا يعترف بالرأي الآخر. إن خلق وعي وطني يقوم على مبدأ الولاء الوطني يحتاج إلى إعادة النظر في كافة الأدبيات لمعرفة مواطن الخلل التي تسلل من خلالها أصحاب الأفكار الظلامية، ولا يمكن أن يتحقق الوعي الوطني في وجود ثغرات يستغلها أصحاب الأهواء والنزوات الشيطانية الذين استطاعوا أن يتغلغلوا في صفوف الأحزاب السياسية ويفرضوا رؤيتهم الفكرية المنغلقة على النشء، الأمر الذي أدى إلى ظهور الحقد والكراهية وعدم التعايش أو احترام الرأي الآخر.