الشباب هم أمل الحاضر وكل المستقبل وعليهم تعول الشعوب في المضي قدماً نحو آفاق رحبة وواسعة من التطور والتقدم والنماء كونهم يمثلون عصب الحياة وعناصر التأثير المباشرة داخل المجتمع نظراً للنسبة الكبيرة التي تحتلها هذه الشريحة في إطار التركيبة السكانية لهذه المجتمعات. وفي بلادنا تحظى هذه الشريحة برعاية ودعم ملموس من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس/علي عبدالله صالح الذي مافتئ دوماً ينتصر للشباب ويقف إلى جانب قضاياهم لمناقشتها ومشاكلهم ويعمل على حلها باعتبار الشباب هم عماد الحاضر والمستقبل وبناة يمن الحرية والديمقراطية ومن يطالع ما تضمنه برنامجه الانتخابي من رؤى وأفكار وتوجهات حكيمة موجهة لخدمة ورعاية الشباب يلمس المكانة التي يحتلها الشباب في فكر وضمير ووجدان هذا الزعيم الأب والإنسان. حرص الرئيس على بناء جيل من الشباب اليمني على قيم ومبادئ سامية مرتكزة على ضرورة الولاء الوطني والبعد عن الانجرار خلف الأفكار الظلامية والعقائد والموروثات البائدة، جسده فخامته في كلمته التوجيهية بقاعة المؤتمرات أثناء تدشين البرامج الصيفية للشباب في عموم محافظات الجمهورية والتي حملت في مضامينها الحرص على تعزيز الانتماء للوطن في صفوف الشباب والناشئة وترسيخ الوعي الوطني بأهمية إعلاء قيم التوحد والاصطفاف الوطني في مواجهة الصعاب والمخاطر التي قد تحدق بالوطن بعيداً عن التعبئة الخاطئة المستندة على نزعات مناطقية وأفكار وتوجهات هدامة يروج لها بعض المأزومين والخونة والعملاء ممن ارتهنوا للعمالة وباعوا الوطن بأبخس الأثمان لتحقيق مكاسب مالية مشبوهة بعد أن عمدوا إلى استدراج الشباب وإلحاقهم بمدارس ومراكز تدميرية تحت يافطة المراكز الصيفية لتعليم العلوم الشرعية. في حين تقوم هذه المراكز والمدارس بغسل عقول هؤلاء الشباب وزرع أفكار وعقائد متطرفة ومتشددة تجعل من الدين حسب رؤيتهم اللادينية مجرد سيف مسلط على رقاب الناس يستبيح الدماء ،والإسلام أسمى وأرفع من منهجهم الزائف هذا وأفكارهم الإجرامية غير المنطقية والتي لايقر بها إلا من فقد عقله واتبع هواه وهؤلاء نهايتهم السقوط في الهاوية لأن الإسلام دين سمح تعايشت في ظلاله الوارفة كل الأديان وظل الجميع يتعايشون بسلام وأمن واستقرار إلى أن ظهرت إفرازات التعبئة الخاطئة والتشدد والتزمت والغلو في الدين وتحويله إلى قوالب جامدة لايمكنها أن تتحرك أو تخضع للدراسة والبحث والنقاش، هذه الافرازات التي دفعت البعض إلى ترك العمل بمقتضى القرآن والسنة للعمل بمقتضى توجيهات وأفكار ومعتقدات أشخاص من بني البشر أضفوا على أنفسهم صفة الصلاح والتقوى والطهر والنقاء فصاروا يأتمرون بأمرهم وينتهون بنهيهم بعد أن تم تلقينهم دروساً في التطرف والتشدد والغلو بناء على معتقدات زائفة واختلاق لسير وحكايات اسطورية بعيدة عن الحقيقة. الدعوات الصادقة لفخامة الرئيس للاهتمام بالشباب وضرورة رعايتهم وتحصينهم من غزو التيارات المتطرفة والمشبوهة ينبغي أن تكون مصحوبة بدعم ومساندة واسعة من قبل مختلف المؤسسات والجهات الحكومية والجماهيرية والخاصة لتؤتي أكلها وتحقق النتائج المرجوة منها ومن شأن المراكز والمخيمات الصيفية التي دشنها فخامة الرئيس أن تلعب دوراً فاعلاً وملموساً في هذا الجانب إذا ماتم استغلالها بشكل جيد وفق برامج وأنشطة تجمع بين الأنشطة البدنية والرياضية والذهنية والفكرية والثقافية والدينية والأدبية التي تؤهل الملتحقين في هذه المراكز إلى أن يغدوا جيلاً متسلحاً بقيم الفضيلة والتسامح والاعتدال والوسطية، والولاء والانتماء الوطني الصادق والنبيل لثرى هذا الوطن الطاهر، جيل يمتلك كل مؤهلات ومقومات الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته العظيمة، جيل يمتلك من الحكمة والفطنة والذكاء مايجعله بحق يميز بين الغث والسمين والصواب من الخطأ. دونما تبعية رجعية لا ولم ولن تخلّف إلا الخراب والدمار والقلاقل والفتن. نعول كثيراً على دور هذه المراكز ونتطلع نحو حصد ثمارها في القريب العاجل لتحصين الشباب والشابات ضد الأفكار المنحرفة والثقافة المتطرفة التي يروج لها «حثالة المجتمع» من الافاكين والحاقدين والمغرضين على الوطن، أعداء الأمن والاستقرار والطمأنينة، أعداء الحرية والتطور والنماء.