إن صلف قوى التخلف قد قفز إلى مستوى المطالبة بالتغيير، الذي لم يفهمه بعض الشباب الذين استخدمتهم قوى الجهل والظلام والتخلف داخل تكتل اللقاء المشترك، والذين مازال للأسف بعضهم حتى هذه اللحظة أداة بأيدي تلك القوى لتركيع الشعب والعودة به إلى عهود الظلام، ولم يدرك أن القوى المسيطرة على الشباب في ساحات التغرير هي نفس القوى التي وقفت في وجه التنمية وإعاقة عجلة البناء والتعمير عقب الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر، وهي التي منعت التعليم في بعض المناطق وحرمت الفتاة اليمنية منه في كثير من المناطق وحاولت استعباد الإنسان. إن مطلب التغيير اليوم الذي يُرفع في الساحات التي سيطرت عليها قوى الظلام والجهل هو ضد العلم والمعرفة، ضد التنوير، ضد الديمقراطية، ضد المشاركة السياسية، ضد الحياة الآمنة والمستقرة، ضد الإنسانية وضد جوهر الإسلام الحنيف، بل هي محاولة لتجهيل الشعب وبدرجة أساسية الشباب الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل والدليل من ساحات التغرير على التجهيل:هو جهل الشباب لماذا يريدون، فعندما تسألهم ماذا بعد إسقاط النظام؟وما المقصود بإسقاط النظام؟ فإن الشباب المغرر بهم لايستطيعون الإجابة،بل إن البعض منهم قالها في الفضائيات بأنهم قالوا لهم كذا ولايعرفون غير ذلك. إن فعل الجريمة المحرمة شرعاً وقانوناً وعرفاً هو من سمات التغيير المرفوعة اليوم في ساحات قوى الظلام،وقتل كل صاحب رأي وعدم القبول بالتعايش مع الغير وهتك الأعراض ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتدمير لمكتسبات الثورة والوحدة هي من سمات مطلب التغيير الذي ترفعه قوى الظلام والجهل التي لاتعترف بحق الحياة لغيرها على الإطلاق،ولذلك فأين الخير من هذا كله؟ إن المجتمع اليوم أمام مسئولية تاريخية كبرى تتمثل في إعادة بناء التربية في عقول الشباب وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وخلق وعي معرفي جديد يقضي على مخلفات الجهل والتسلط والقهر ويعيد للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ألقها الوهاج، الذي ينير الطريق السليم أمام الشباب من أجل مواصلة بناء الدولة اليمنية الحديثة بإذن الله.