لم يعد لدى البعض من همّ غير الاستمرار في إثارة الفتن وإشعال النيران من أجل الانتقام الشخصي ليس من شخص معين فحسب ولكن من الشعب الذي شب عن الطوق ورفض الاستعباد والإذلال واستعاد حريته التي كانت قد سلبتها بعض مراكز القوى التي كانت تتحكم في حياة الناس وتقودها وفق إرادتها هي قبل الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر. وقد سعى ذلك البعض إلى تجهيل الناس ومنع التعليم وحرمان الشباب من المستقبل لكي يظلوا تحت رحمة أولئك المتسلطين، وانضم إلى هذه القوى الظلامية قوى أخرى قبلت بالتعليم ولكن وفق رغبتها وهواها الشيطاني وفكرها المنحرف، وكانت هذه القوى الأشد خطراً على الشباب لأنها حرمت كل العلوم النافعة وحصرت الشباب في علم يخدم أفكارها وقد تعددت هذه القوى وتشعبت واختلفت ووصل اختلافها حد القتال وسفك الدم باسم الدين. لقد ثار الشعب في سبتمبر وأكتوبر 62م ، 63م ضد قوى الظلام والجهل التي حاولت قهر الشعب، وبعد الثورة المباركة بدأت تظهر قوى الجهل والظلام في ثياب أخرى شديدة البياض من الخارج شديدة السواد من الداخل, وظهرت قوى ظلامية أخرى تختلف معها في الفكر وأصول العقيدة وكل فريق ينخر في جسد الشعب ويروج لأفكاره الظلامية، ولأن الفريقين قد خرجا عن جوهر الإسلام عقيدة وشريعة فقد رفضها الشعب عبر الانتخابات المختلفة. إن رفض الشعب لقوى الظلام والجهل والفتن قد جعلها تتحالف وتتفق حول هدف وحيد هو إسقاط النظام فقط، وتدمير البلاد والعباد من أجل الانتقام من الشعب الذي حجب الثقة عن هذه القوى الشريرة، وقد وجد أصحاب المشاريع الصغيرة والطموحات غير المشروعة والانقلابيون في هذه القوى بغيتهم فتحالفت قوى الشر من أجل تدمير اليمن، ورغم ذلك فإن الشعب أقوى من كيدهم الشيطاني وقد استمد هذه القوة من الله سبحانه وتعالى وفوّت محاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية بإذن الله.