ماذا يُنتظر ممن يستبيح الدماء والأعراض ويمنع التعليم ويغرس الجهل والظلام؟!. ما يحدث اليوم من محاولات لإثناء الطلاب عن مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم وكلياتهم دليل قاطع على أن الفاعلين لا يهمهم وطن ولا يهمهم علم ومعرفة بقدر ما يهمهم الانتقام من أبناء الوطن والإصرار على تجهيلهم ليظلوا أداة طيعة في أيدي تجار الحروب وأصحاب الهوى الشيطاني والساعين إلى استعباد الشعب وقهره وإذلاله وسلب حريته واغتصاب إرادته الكلية. إن إصرار القوى الظلامية على تجهيل الشعب أسلوب عرفه المستنيرون منذ وقت مبكر, وثاروا ضده وتحرّروا من دعوات الجهل والضلال, ورفعوا راية الحرية في ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر عامي 62 و1963م. وظلت خفافيش الظلام تلاحق النور من أجل إطفائه, ولكن الشعب كان لها بالمراصد, وفوّت عليها رغبة الانتقام من الشعب الذي ثار ضد الجهل والمرض والفقر في سبتمبر وأكتوبر. وما يحدث اليوم من محاولة لإعادة اليمن إلى ما قبل الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر لا يختلف عمّا كانت تحيكه تلك القوى الحاقدة على الوطن في مختلف المراحل إلا في شيء واحد هو تجمع قوى الشر والحقد والكراهية وأصحاب الأهواء والنزوات والرغبات غير المشروعة, وإتفاق تلك القوى الإجرامية والإرهابية على تدمير اليمن والقضاء على مكاسب الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية الخالدة خدمة لأعداء الأمة وتنفيذاً لإرادات خارجية لا ترغب في رؤية اليمن قوياً متطوراً. إن إصرار قوى الشر والحقد والكراهية على الخراب والدمار واستباحة الدماء والأعراض دليل قاطع على عدوانية وهمجية تلك القوى؛ الأمر الذي جعل الشعب يداً واحدة ضد الشر والحقد والكراهية من أجل إعادة بناء اليمن وتعميره وتفويت المشاريع الانقسامية والتشطيرية التي تحاول قوى الشر والحقد والكراهية فرضها على اليمنيين بقوة الحديد والنار. ولم يعد اليوم من مبرر للمغرر بهم، وعليهم أن يدركوا أن المستهدف هو اليمن ورجالاته ومستقبل أجياله, وعلى الكافة الاعتصام بحبل الله المتين في سبيل الخلاص من هذه الفتنة بإذن الله.