عندما تحرك أحرار اليمن باتجاه طلب التغيير كان لديهم من الحيثيات ما يكفي لامتلاك المشروعية, فاليمن كانت في مستنقع المرض والفقر والجهل والانغلاق الذي فرض عليها, ثم إن أحرار اليمن الذين وهبوا حياتهم من أجل عزة اليمن وشموخها على قدر عالٍ من النزاهة ونظافة اليد وإخلاص الولاء لله ثم للوطن والثورة ولم تكن مطالبهم ذاتية وأهدافهم شخصية ولم تجمعهم النزعات الانتقامية والطموحات الوهمية والفوضوية بل إن الذي جمعهم هو تخليص اليمن من الثالوث المخيف الذي كان مخيماً على صدور اليمنيين, ولذلك كانت ثورة 26 سبتمبر الخالدة عام 1962م. إن من يُدعَون الثورية اليوم هم من أثرى الأثرياء الذين استغلوا البلاد والعباد من أجل مصالحهم, ورغم ذلك الجشع والثراء الفاحش الذي لم يشبع نفوسهم النهمة سعوا لاستعباد الشعب وسلب الحرية واغتصاب الإرادة الكلية وإخضاعها لنزواتهم العدوانية من أجل الانقضاض على مكاسب الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة المباركة لأنهم لا يريدون لأحد الحياة الحرة الكريمة ويرون أنفسهم فوق الجميع وقد سلكوا من أجل ذلك كل الطرق العدوانية والهمجية واستباحوا الدماء وانتهكوا الأعراض وشوهوا سمعة الدين والوطن, ولذلك فإن محاولة التمسح بالثورة أمر مفضوح ولا يصدقه عاقل. إن النهج الذي ابتدعه من يُدعَون اليوم الثورية خالٍ من القيم والمثل الأخلاقية وقد تجردوا من الدين وتمردوا على الولاء الوطني وأصبح ولاؤهم لمصالحهم الذاتية ولم يعد يهمهم وطن, وأصبح لديهم ثأر يريدون الانتقام من الشعب الذي رفضهم ولم يمنحهم الثقة وحافظ على الشرعية الدستورية ولم تزد الشعب تلك الممارسات الهمجية إلا تمسكاً بالشرعية الدستورية بإذن الله.